التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
ابنتي عمرها 8 سنوات وتخاف من غلق الباب عليها أو غلق الأسانسير وهي تسال أسئلة سلبية عن أي شي وتفترض الأشياء السلبية في تعاملتها وأخاف عليها من تزايد حالتها.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم / الاخت الفاضلة عائشة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد قرأت رسالتك بعناية وسوف أرد عليها في ضوء المعلومات المتاحة حيث أنها تحتاج للعديد من نقاط التوضيح مثل ( ما هي الأشياء السلبية التي تقصدينها حيث إن هذا يحتاج إلي بعض الأمثلة للتوضيح لكن من الجيد أنك وضحت انها تخاف من غلق الباب أو الأسانسير )
وبالتالي يتضح في ضوء المعلومات التي طرحتها علينا ( أن هناك بوادر خوف وقلق من الأماكن المغلقة والتي غالبا ما تكون في مثل هذا السن لها علاقة بطريقة التنشئة الاجتماعية والتفاعلات الخاصة ( بالطفل – والراشدن المحيطين المتمثلين في الوالدين والأشقاء والأقارب ..... الخ )
وهنا من الممكن أن نفسر هذا العرض في ضوء محكين أساسين الاول وهو الاقرب من وجهة نظري لهذه الحالة والمتمثل في زيادة مشاعر القلق والخوف عند التعرض للموقفين المذكورين وقد يكون نتيجة لعوامل وراثية مثل خوف أحد الوالدين كذلك من نفس المواقف أو ما شابة وبالتالي يكون القلق والخوف مكتسبا في هذه الحالة وقد يكتسب من مواقف اخري عديدة مثل القصص المخيفة ، مشاهدة أفلام كرتون تعرض فيها طفل لضرر في موقف مشابه إلي آخره أي أنه يمكننا القول أن الطفل في هذه السن هو مرآه للراشدين المحيطين فهو يعكس بطريقة لا شعورية البيئة المحيطة وهو ما جعلنا نفترض وجود ذلك لدي أحد الوالدين وبالتالي يحتاج الموضوع للعلاج جلسة تقييم دقيقة مع الوالدين والطفل لتحديد مصدر الخوف والقلق وبالتالي العلاج التدريجي كأن يترك بمفرده في غرفة ألوانها جذابة للعب ، الذهاب معه لأماكن الألعاب الترفيهية وتشجيعه علي الألعاب التي يمكن أن تحتوي علي مواقف مشابهة وتشجيعه من بعيد حتي يشعر الطفل بالطمأنينة ومن ثم يختفي الخوف والقلق تدريجيا والاعتماد علي القصص الإيجابية التي يكون محتواها أطفال قد يصعدون للفضاء مثلا في مركبة فضاء ومغامراتهم الإيجابية وما شابه لأنه من الواضح ومن خلال الشكوي (وهي تسال أسئلة سلبية عن أي شي وتفترض الأشياء السلبية في تعاملتها ) أنها تسمع حكايات أو مواقف مخيفة أدت لهذه الحالة.
كما أنني أشكرك علي الاستشارة لأنه كلما كانت الاستشارة في سن مبكر كلما كان العلاج أفضل وأنجح وحتي لا ننتظر لتتفاقم المشكلة والتي أري أنها بوادر رهاب اجتماعي من الأماكن المغلقة
د. وائل محمود