728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

اسمي عبد الله، أنا عندي خوف من السفر والموت والمرض والتفكير الغير منطقي وأبي علاج فعال وجيد تعبت وربي.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الفاضل عبد الله حفظك الله ورعاك ، وأشكرك على تواصلك مع موقع وياك للاستشارت النفسية ، ونسألُ اللهَ تعالى العليَّ القديرَ أن يشفيك، ويوفِّقك في حياتك
أريد أن أذكِّرك بأمرٍ لابدَّ أن نعلمه جميعاً، وهو أنَّ قضية الخوف من الموتِ هي قضيةٌ أزلية، وقد تَتَعدَّد المخاوف من الموت، فقد تجد من الناس من عنده تخوَّفٌ مرضي أو تخوف من السفر ، وهناك من عنده تخوَّفٌ منطقي، وهناك من عنده خوفٌ عقدي، وهذا الأمر حاول أن تقنع به نفسك.
يجب أن تعلم علمَ اليقين أنَّ الموتَ بأمرِ الله تعالى، وقدَرُه ليس للإنسان دخلٌ فيه، ولا أحد يستطيع أن يعرف متى أجله؛ ولهذا: مطلوبٌ منَّا في هذه الدنيا أن نعمل ونتزوَّد فيها، ولا ننطوي ونجلس نبكي على الأطلال وننتظر الموت.
والخوف من الموت -أخي عبد الله - يجب أن تنظُر إليه أنَّه ليس ضعفًا في إيمانكِ أو ضعفًا في شخصيتك، ولكنه بسبب محبة الإنسان للحياة وخوفه من المجهول، وقد أوضح لنا إسلامُنا كل شيءٍ يخصُّ ما بعد الموت من حياة الآخرة، ولا شك أنَّ حياة البرزخ هي أولى خطواتِ الآخرة، والإنسان الذي يُحسن عمله لا شك أنَّه سوف يكون في نعيمٍ عظيم، فلا عيش إلا عيش الآخرة، والحياةُ مزرعة الآخرة.
والتفكير المنطقي والعقدي في الموت لا يمنعك من العمل والتواصل وتحقيق الآمال، وطلب التغيير إلى الأفضل، والتفكير في النجاح، والعمل على بناء أسرة، وخدمة المجتمع، كل هذه الأمور وغيرها مطلوبٌ منَّا أن نعملها في هذه الدنيا؛ لأنَّ الدنيا -كما قلت لك مزرعة الآخرة-، وأذكرك بقول النَّبي صلى الله عليه وسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة؛ فإن استطاعَ أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)، ففي هذا الحديث يُعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم دروساً عظيمة، من أعظمها الإيجابية في حياة المسلم، إذ لابدَّ أن يكون المسلمُ إيجابياً يُشارك في هذه الحياة بكل ما يستطيع، وبقدر ما يمكنه، ولو كان ذلك في آخر لحظات الحياة، فاغرس في نفسك الإيجابية، وأبعد عنك الخوف والوسواس.

ولهذا أنصحك بأن تزور الطبيب النفسي؛ لأن الأدلَّة التي تؤكد أهمية العلاج الدوائي أتت من خلال البحوث التي أثبتت وبما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك اضطرابًا يحدث في مواد كيميائية داخل الدماغ تسمَّى بالموصلات العصبية، وهذا الاضطراب ليس اضطرابًا خطيرًا، ولكن إذا لم ترجع هذه المواد والموصلات العصبية إلى وضعها الطبيعي؛ فسوف تظل الوساوس موجودة، ومن أهم الأدوية التي تُساعد على تحسين المزاج وطرد الأفكار الوسواسية: "بروزاك، وفافرين".
والوساوس بجانب الدواء تُعالج من خلال ما نسميه بالدفع السلوكي الإيجابي، وهو: أن يُحقِّر الإنسانُ الوسواس، وألا يناقش الوسواس؛ لأن مناقشة الوسواس والاسترسال فيه تقويه، وأن يفعل الإنسان ما هو مضاد للوسواس، ومن خلال مبدأ التعريض هذا مع منع الاستجابة تُعالج الوساوس، وكل فكرة تأتيك لابد أن تأتي بعكسٍ لها، ودائماً حاول أن يكون تفكيرك إيجابياً.

ولهذا فأنت في هذه الحالة بحاجة إلى علاجٍ دوائي حتى يهدئك؛ وهذا أمرٌ ضروري، وأطمئنك بأن حالة القلق والخوف عندك ليست خطيرة، وإنما تحتاجُ إلى زيارة طبيب نفسي في منطقتك؛ من أجل عمل جلسات نفسية إرشادية، وبعض الاختبارات، بالإضافة إلى صرف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، وتحتاجُ إلى علاجٍ سلوكي.

وبالله التوفيق .
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما