728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

قبل ستة عشر عاما بدات التعلم على قيادة السيارة ولكن لظروف خاصة لم استمر ومنذ ذلك الحين وأنا لا أشعر بالرغبة فيها بل وأحس أن فيها صعوبة . هل هذه تعتبر من المخاوف المحموده .على الرغم أني أحاول الآن التعلم من جديد
شكرا

الجواب:

أختي السائلة حفظك الله ورعاك ، كما أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية ، ونسال الله تعالى أن يوفقك في مشوارك الدراسي .

المشكلة التي تعانين منها هي ما يُسمى بالرهاب الاجتماعي، وهذه المشكلة يرجع سببها إلى تكوين شخصيتك، فهناك بعض الشخصيات المنطوية التي تُحب العزلة، وعدم الاختلاط بالآخرين والاندماج في المجتمع.
والرهاب الاجتماعي لا يظهرُ في حالةٍ واحدة، بل قد يظهرُ في حالات كثيرة، كالتردد في الكلام أمام الآخرين، أو الكتابة، أو الأكل، أو المشي؛ فكل هذه الحالات تدخلُ تحت إطار الرهاب الاجتماعي، وهذه الحالة كانت معك منذ الصغر، ولكن لم تُعالج في حينها، إلى أن تطورت معك في الكبر؛ ولهذا: فالعلاج يبدأ من عندك أنت، ومثل هذه الحالات تحتاجُ إلى قوة الشخصية، بالإضافة إلى التدريب العملي، ولا تحتاجين إلى معالجٍ نفسي؛ فالشخصية الخجولة علاجها سلوكي أكثر منه نفسي، وهذا يحتاجُ منك إلى تعزيز قوة العزيمة والإرادة عندك.
البعض من الناس يُصيبهم الاكتئاب والحزن؛ لأنهم يفكرون خطأ، وبالطبع فإن المكتئب يفكر خطأ؛ حيث إن لهم نظرة خيالية، فأحدهم يقول: أنا لا يمكن أن أكون سعيداً إلا والناس الذين من حولي راضون عني، أو يحبونني، وهذا أمرٌ غير واقعي، فأنت لا تنظري إلى الناس؛ لأن إرضاء الناس غايةٌ لا تدرك، بل عليك إرضاء رب الناس سبحانه وتعالى، وإرضاء نفسك بما يُرضي الله تعالى؛ وبُعدك عن مخالطة الناس هذا خطأ، فحاولي أن تواجهي الناس، وتخالطيهم كما كنت من قبل وأكثر، ومشكلتك أنك برمجتي نفسك على العزلة والانطوائية، وعدم التحدث مع الناس، فأصبح عندك نفورٌ من الآخرين.
أنا لا أريدك أن تكوني من النوع المتردد الذي لا يثقُ في نفسه، وينتابه الخجل والقلق، وأعصابه تضطرب إذا احتك بالآخرين، ويتردد في اتخاذ القرار.
حاولي أن تبرمجي نفسك على إزالة الخوف من نفسك، ولا تتركي هذا السلوك يُهيمن عليك، فأنت تستطيعين أن تتعلمي قيادة السيارة مثل الأخريات، ولكن الأفكار الانهزامية هي التي طغت عليك، وجعلتك تبرمجين نفسك على الخوف من كل شيء، وفي الواقع أنت إنسانةٌ طبيعيةٌ متزنة، أشغلت نفسك بما لا فائدة فيه، وتفرغتِ فقط للأفكار الوسواسية، وكل منا يستطيعُ أن يبرمج نفسه بحسب التفكير، ومن الآن أريدك أن تجعلي تفكيرك إيجابياً، لا خوف فيه، ولا قلق، ولا انزعاج .
ومطلوب منك -أختي الفاضلة- الخطوات التالية:

1- اطردي عنك الخوف والخجل؛ من خلال تفكيرك السلبي عن شخصيتك، بحيث تستبدلين التفكير السلبي بالتفكير الإيجابي.
2- لا تحاولي أن تصغري وتحقري من نفسك أمام الأخريات، وأنك لا تستطيعين أن تنظري إلى صديقاتك، أو تجلسي معهن؛ فهذه البرمجة قد تؤثر على سلوكك، وعلى حركاتك.
3- مارسي تمارين الاسترخاء: مددي جسمك على الفراش أو البساط، وأفردي ذراعيك على الجانبين، واجعلي عضلاتك مسترخية تماماً، وركزي انتباهك على حركات التنفس، وأغمضي عينيك، واكتمي النفس للحظات، ثم قومي بالزفير ببطء وهدوء وانتظام، وتصوري أن توترك ومللك وإحباطك وقلقك وخوفك تخرج مع الهواء وتتلاشى.
4- فكري في أنك ستنجحين بإذن الله تعالى في أخذ رخصة السواقة بكل جدارة وإمتياز دون خوف أو قلق .
5- كلما جاءتك فكرة الانسحاب من الإقدام على أي مشروع حاولي أن تعملي عكس الفكرة، واستمري في الإقدام عليه دون خوف أو تردد .

وبالله التوفيق.
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما