728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

انا مشكلتي صارت لي يوم كنت صغيرة ومن يوم مابلغت وهي مأزمتني وما اظن تنتهي، يوم كان عمري٨سنين اخوي الكبير وكان بالمتوسط ماتحرش فيني بس كان يخلع ملابسه الداخلية قدامي ويجبرني ع لمس اعضاءه"عذرًا ع الوصف بس للتوضيح" وانا كنت عارفة ان هالشي خطأ بس كان يجبرني:(، وحاليًا ثقتي بنفسي ضعيفة دايم شعور يصاحبني بأن البنات احسن مني واكمل مني عشان هالشي وخصوصًا اني طالبة جامعية وكثير يأثر هالشي اذا صار عندي برزنتيشن قدام الناس، واللي يضايقني اكثر ان تخصصي رياض اطفال واقلل من نفسي انه كيف بعلم اجيال وانا ثقتي ضعيفة واللي صار لي! وايضًا انا بسن زواج وخايفة يأثر علي هالموضوع حيل حيل، عمري٢٢

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي السائلة ميلاد حفظكِ الله ورعاكِ، وقوَّى إيمانك وعزيمتك، وأشكركِ على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية .
أختي ميلاد أنت تحملين إسم جميل فيجب أن يكون لك حظ من هذا الإسم ، وأريدك أن تعتبري نفسك أنك مولودة جديدة في هذه الحياة وكل الذي مضى وحدث إرميه في سجلات الماضي .
أريدك أن تُغلق أسوار الماضي، ولا تلتفت إلى الوراء أبداً؛ فالرجوع إلى الخلف لن يقدّم ولن يؤخر شيئاً، بل يزيدك قلقاً وحزناً، فالذي تعرضت له في صغرك اعتبريه خطأً أو زلّة وقعت فيها، ولن تعود إليها أبداً مرةً أخرى، وهذا دليلٌ على قوةِ شخصيتك؛ لأن الاعتراف بالذنب يقوم به صاحب الشخصية القوية الذي يتحدى كل الصعاب والأخطار، ويثبت وجوده في الواقع، ولا شك أن بعض المواقف والمشاهدات قد تذكرك بالطفولة، ولكن حاولي أن تمسح هذه الذكريات المحزنة من دماغك، واطردي هذه الأعشاب الضارة، واستبدليها بالأعشاب النافعة؛ بالأفكار الإيجابية التي تُساعدك على الراحة والاطمئنان، وسمو النفس إلى الأفضل.
الشيء الذي تتعرضين له الآن هو ما يُسمى في التحليل النفسي باضطراب الكرب بعد الصدمة، وهذا الاضطراب يأتي بسبب صدمةٍ مادية أو نفسية، أو كلتيهما، وأحياناً بسبب تعرضٍ لأذى بدني بليغ، أو اعتداء جنسي، أو تهديدٍ نفسي، وهذا الاضطراب يزول -طبعاً- إما بمراجعة طبيبٍ نفسي، أو أخصائيٍ نفسي، تجلس معه جلسات إرشادية، بالإضافة -كما قلت لك سابقاً- إلى تهميش الحادثة، ونزعها من دماغك، والابتعاد عن مواجهة الشخص الذي كان سبباً في ذلك، وتثبتين له من خلال سلوكياتك أنك شخصٌية سوية، تستطيعين أن تتغلب على الصدمات والمشاكل.
قوِّ ثقتك بالله، ثم بنفسك، واعلم أنها من المقومات الرئيسة لاستثمار الإنسان أفضل ما لديه من طاقات وإمكانات، فأنت عندك طاقة كامنة، وإرادة، وعزيمة، تحتاج إلى من يحركها، واسمع إلى قوله تعالى: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} [الذاريات:21]، ولكن تحتاجين إلى بذل المزيد من الجهد، والأخذ بالأسباب، ثم التوكل على الله، والنجاح لا يأتي هكذا، فلابد له من دفع الثمن، وبلا شك صاحب الإرادة والعزيمة القوية يصل إلى القمة، ويرتقي سلّم المجد، وعلى العكس الذي ليس له إرادة ولا عزيمة، فلا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يتقدم ولو خطوة إلى الأمام؛ لأنه مصابٌ بالإحباط، والكسل، والفتور، والتسويف، ولصوص الطاقة مهيمنة عليه.
واسمع –أختي الفاضلة - إلى قول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "النفس فيها قوتان: قوة الإقدام، وقوة الإحجام، فحقيقة الصبر: أن يجعل قوة الإقدام مصروفةً إلى ما ينفعه، وقوة الإحجام إمساكا عما يضره".
وأنا أريدك أن تتقدم، فتقوية العزيمة والإرادة بالحركة وليس بالجمود، وتتحدى الصعاب، وتنسى مرارة الماضي، وتفتح صفحاتٍ جديدة من حياتك، وتنطلق نحو الأفضل، وتخرج من عزلتك، ولا تهمش نفسك؛ فأنت لديك من المهارات والقدرات ما تخدم بها نفسك ومجتمعك وأمتك ، وأنت ذكرت أنك أن تخصصي في رياض الأطفال فهذه فرصة لك لتعليم الأطفال كيف يحمون أنفسهم من التحرش ، وأن الدروس الماضية التي حدثت لك إعتبريها قواعد تعليمية للأجيال القادمة ، فلا تحرمي الأطفال من علمك مهارتك .
ولهذا عليك بإتباع هذه الخطوات التي تساعد في الإستقرار النفسي :

1- استعين بالله ولا تجزع، ولا تحزني، ولا تخاف.
2- حاولي أن تغذّي طاقتك العاطفية -وأقصد بها علاقتك مع أسرتك، ومع صديقاتك وجيرانك-، فإن أصابها خمول فسينتقل إليك هذا المرض بلا شك، ولا تستطيعين أن تتقدم إلى الأمام خطوة، وحاولي أن تُحب لغيرك ما تحب لنفسك، وحرّري طاقتك، وهذا سيخلق لديك طاقةً قويةً في أعماقك، ويجعل منك إنسانة صاحبة إرادة، وإنسانة معطاءًة ، كريمة سخية على من تحب، ولا تغرس في نفسك الخوف والخجل الاجتماعي.
3- قرري أنتجتهدي في دراستك وتنجح بتفوق، وتثبت للآخرين أنك تستطيعين أن تضع بصماتك وتُنجزي وتُبدع.
4- حاولي أن تقرّري في نفسك أنك ستقوّي من عزيمتك وإرادتك، فإذا قررت دون تردد؛ فستصلين بإذن الله تعالى إلى ما تصبين إليه.
5- أيقظ ضميرك؛ فهو جهازك الذي يحركك إلى النجاح، وهو الذي يأمرك وينهاك، وهو الذي يقدمك أو يؤخرك، وهو صوتك الذي ينبعث من أعماق نفسك، فحاولي أن تصوبيه في الطريق الصحيح؛ كي يُعطيك القوة، والعزيمة، والإرادة.
6- حاولي أن تغذّي طاقتك البدنية بممارسة الرياضة؛ فهي وسيلةٌ لغذاء الجسد والروح.
7- لا تبنِ حياتك على التسويف، ولكن تعلّم دائماً بأن تقوم بالعمل في وقته؛ فهذا يُعطيك طاقةً وقوةً تُساعدك في التغلب على هذا الإحباط والخوف، ومواجهة الآخرين.
8- لا تفكري في الانتقام؛ فلن يُعيد لك من الأمر شيئًا، وتعلّم روح المسامحة، واجعل قدوتك الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، فكم أوذي، وضرب، وشتم! ولكنه كان مسامحاً كريماً، ولن يفعل ذلك إلا صاحب الشخصية الفاضلة الناجحة.
فكري في مستقبلك ودراستك ، وكيف تعمل على بناء أسرة، فالوقت قد حان، ولا تبكِ على الماضي، وعيش يومك، وخطط لمستقبك، وسيهدأ بالك، وتسمو روحك، وتعيش في سعادةٍ واطمئنان بإذن الله تعالى ،
أما عن الزواج فلا تخاف فسيأتيك نصيبك بإذن الله تعالى ، وسترزقين بما تقر به عينك وتسعدين في دنياك وأخراك .

وبالله التوفيق.

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما