728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

السلام عليكم انا بنت عمري 20 سنة قبل 4 سنوات مريت بفترة اكتئاب طويلة ما اعرف أسبابه فقدت ثقتي بنفسي وعلاقاتي مع الناس عزلت نفسي عن كل من حولي في المدرسة أو الجامعة وحتى صديقات الانترنت عدا أهلي واقاربي ما تغيرت من ناحيتهم كنت متفاعلة مع اللي حولي بدرجة كبيرة حتى في التويتر و حسابات التواصل الاجتماعي كنت أشارك أفكاري و آرائي وأتفاعل مع الحسابات الثانية بس ما أدري وش قلب حالي،، لما جاني الاكتئاب كنت في نهاية دراستي الثانوية كان عندي رفيقتين كانوا اقرب ناس لي بس حتى هم تغيرت عليهم ما أسولف معهم وصرت دائماً أقعد بروحي .. المعلمات والطالبات كنت ألقى صعوبة كبيرة في التواصل معهم جاني رهاب اجتماعي غيرني 180 كسبت الجامعة بنسبة ممتازة لكن اعتذرت عن أول فصل بسبب الرهاب الاجتماعي .. مرت 3 سنوات وأنا مو قادرة أكمل الجامعة لهذا السبب. حتى في الانترنت الرهاب الاجتماعي سيطر علي .. كنت أعبر عن نفسي فيه بسهولة عكس الواقع .. في حساب التويتر مثلاً صرت القى صعوبة كبيرة في التعبير عن آرائي زي قبل .. أكتب كلام بعدين أدقق وأعدل فيه و بالأخير أحذف الكلام وما آرسله صرت بس أقرأ التغريدات وأسوي اعادة تغريد ما صرت اشارك أبد في فترة الاكتئاب هذي كنت أفكر كثير في طفولتي ، عشت طفولة حلوة كنت إنسانة حيوية و اجتماعية وأملك علاقات كثيرة حولي .. حتى الحين -لين فترة الاكتئاب- الوضع ما كان متغير أبد يعني كان عندي صديقات بس مب كثير زي أول، الفرق أني كنت املك ثقة في نفسي .. تذكرت في هالفترة موقف صارلي بعمر 13 كانت الأستاذة تشرح درس وأنا كنت مهملة الشرح وأضحك مع رفيقتي ، الاستاذة انتبهت لي وقومتني أجاوب على سؤال في اللوحة .. ( أنا أعاني من ضعف نظر ما نفعت معي لا النظارة ولا العدسات وكنت أراجع المستشفى وقتها، وأهلي من قبل اعطوا خبر للمدرسة أني ما أشوف زين وطلبوا منهم ما يختاروني أجاوب على الأسئلة اللي بالسبورة) لما وقفتني قلت لها ما أشوف وطلبت منها تقرأ لي السؤال ..ما ردت أخذت اللوحة وقربتها شوي .. قلت لها مرة ثانية ما أشوف ، أخذت اللوحة وحطتها قدام وجهي مباشرة وقالت الحين تشوفين زين.. وضحكوا الفصل علي. أتذكر أني بكيت وقتها و ما خبرت أهلي باللي صار، صرت أشوف أن هذا الموقف هو اللي أفقدني الثقة بالنفس وكل ما أتذكره أبكي ل درجة ادعي على المعلمة.. حتى مشكلة ضعف النظر اللي كانت مشكلة بسيطة عندي تحولت ل عقدة بداخلي، أتمنى لو أنها ضربتني بدل ما تستهزئ فيني. حالياً آخر سنتين بعد ما ابتعدت عن الجامعة رجعت لطبيعتي زي ما كنت في الطفولة .. اشتريت كتب جديدة .. تعلمت لغتين من الانترنت.. أتابع حسابات تطوير الذات .. أحس إني تغيرت يعني ما أقول أني نسيت عقدة الموقف للحين كل ما يخطر في بالي أحس باختناق داخلي مع العلم اني ما أحاول أنساه بس تقبلته كونه جزء من الماضي مشكلتي حالياً أني انقطعت تماماً عن كافة صديقاتي مرت سنتين ما كلمتهم ولا سألت عنهم .. هم كانوا يرسلون لي بس ما كنت أرد على الرسايل أشتاق لهم وأتابع حساباتهم لكن ما عندي جرأة أكلمهم بعد كل هالسنوات .. أخاف يكونون نسوني أو ما يبغون يتواصلون معي مرة ثانية .. لو مالي فرصة معاهم أنا راضية بأتقبل هالشيء لكن أحتاج بداية اقدر أرجع فيها علاقتي مع الناس زي آول .. حتى في التويتر أبغى أستخدم حسابي القديم لأني ألقى شخصيتي الحقيقية فيه بس خايفة ما أقدر أدخل في الحساب أفكر كثير بردة فعل صديقاتي لما أرجع أكتب فيه بعد سنتين وكأن ما صار شي .. الفصل الجاي ب أرجع للجامعة بإذن الله ما عندي صديقات نهائياً مافيه أحد يساعدني .. يعني ب أدخل الجامعة وحدي وأكون صداقاتي من الصفر .. أحتاج طريقة ترجع علاقتي مع الناس وتساعدني أعبر عن نفسي بكل سهولة سواء في الواقع أو في الحياة الافتراضية .. أحتاج بداية حلوة تخليني أكمل دراستي بنجاح ما أبغى أفشل مرة ثانية بسبب الرهاب الاجتماعي أو بسبب مشاكل الماضي .

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي السائلة أثيرحفظكِ الله ورعاكِ، وقوَّى إيمانك وعزيمتك، وأشكركِ على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية .
أنا لا أريدك ان تتذكري الماضي وتفتح سجلاته ، فمواقف الماضي لا يمكن أن تفتح إلا لخذ منها العبرة والمثل ، فحياتنا قائمة على الحاضر والمستقبل ، فأنت لا بد أن تعيشي حاضرك وتفكري في مستقبلك المشرق ن وإياك وتحطيم النفس والقضاء على الأمل ، كما اهنئك على رجوعك لمقاعد الدراسة ، ونسأل الله لك السداد والتوفيق والنجاح في مشوارك الدراسي .
وإذا كنتِ تريدين أن تصنعي الأمل ، فلابد أن تُحدِّدي هدفك في هذه الحياة، وهي أهم خطوة على الإطلاق؛ لأن تحديد الهدف هو الذي يرسم مسار حياة الإنسان، ومهما بذلت من جهدٍ وتعبٍ ونصبٍ؛ فإنك لن تُحققي شيئاً ما لم يكن قد حددتِ هدفك بدقة، إذاً:
- الخطوة الأولى التي يجب أن تقومي بها هي: أن تكتبي هدفك أولاً.
-الخطوة الثانية هي: إتقانُ التخطيط، ولا يمكن أن تُحققي هدفك بدون تخطيط، وهذه سنَّةُ الله تعالى في خلقه، والتي تسري على كل الأهداف، سواءً كانت صغيرة أم كبيرة.
- الخطوة الثالثة: أن تكوني إنسانةً إيجابية، فقد تجدين بعض الأشخاص يضعون أهدافهم ويخططون لها، ولكن لا ينطلقون لتنفيذها؛ لأنهم يُعانون من قيد السلبية والتشاؤم، وهذا سيشل فاعليتهم، ويعجزهم عن التقدم نحو تحقيق الأهداف وتحقيق الأمل، وما أحلى أن تكون نظرتك لكل الأمور إيجابية!
- الخطوة الرابعة: لابد أن تكتسبي المهارات والقدرات، ولا تقولي: إنني لا أستطيع؛ فأنت طالبةٌ لديك قابلية عالية في تعلم المهارات والقدرات، وتستطيعين أن تكتسبيها من الآخرين، كالانضمام إلى المراكز الشبابية، وحضور دوراتٍ في تنمية الذات، والمشاركة في العمل الجماعي، ولا يمكن للإنسان أن يُحقِّق أكبر قدرٍ من الفاعلية إلا بإتقانه فن الجماعية، ومهارة التعاون الخلاَّق مع الآخرين.
وتتمثَّل هذه القدرات في ما يلي:
- مهارات إدارة الذات، مثل: إدارة الوقت، واتخاذ القرار.
- مهارات في الاتصال وبناء العلاقات.
- مهارات في إدارة العقل، مثل: التفكير، والذكاء، والتركيز.
- مهارات في إدارة العمل، مثل: التفاوض.
- مهارات نفسية، مثل: بناء الثقة بالنفس.

حاولي أيضاً أن تُمارسي تمرين الاسترخاء؛ حيث إنه يخفِّف عنك وطأة التفكير واضطراب الأنا، وتمارين الاسترخاء تُساعدكِ في التّغلب على القلق والتوتر: فاستلقي في مكانٍ هادئٍ، وتأملي في شيءٍ جميل، ولا مانع أن تستمعي لشيءٍ من القرآن من المسجل بصوتٍ مُنخفض، ثم بعد ذلك قومي بغمض العينين، وفتح الفم قليلاً، ثم بعد ذلك خذي شهيقاً عميقاً عن طريق الأنف، ولابد أن يكون ببطء، وعملية الشهيق بالطبع هي إدخال الهواء بقوةٍ وبطء، ثم بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدةٍ قليلة، ثم بعد ذلك تأتي عملية إخراج الهواء وهي الزفير، ويجب أن يكون أيضًا بالقوة والبطء التي حدث بها الشهيق، وكرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في كل جلسة، بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم؛ فهو يعتبرُ من التمارين الجيدة والمفيدة والتي تقوي النفس، كما أنها تزيل من الطاقات النفسية غير المرغوبة .
ممارسة التمارين الرياضية وبانتظام؛ فهذا يُخفف عنك التوتر والقلق الذي تعيشينه.
أما بالنسبة لعلاقتك مع الآخرين، وانصرافهم عنك؛ فلا أريدك أن تعيشي حياة تذمر، وتلومي نفسك أو صديقاتك بأنهن السبب؛ لأنك بهذه الطريقة لن تُنجزي شيئاً، ولن تكوني فعَّالة في الحياة، فالذي يتذمَّر لا يتقدم، وهناك مهارات كثيرة للنجاح في العلاقات مع الآخرين، ولكن أساس النجاح في العلاقات هو الخلق الكريم، والصدق في التعامل.
والإنسان أختي أثير بطبعه اجتماعيٌّ يألف ويؤلف، ولا يمكن للإنسان أن يعيش بدون الآخرين، ولا أن ينعزل عنهم، ولهذا مطلوبٌ من الإنسان أن يُنظِّم ويرتب أموره، فجزءٌ يكون لنفسه، وجزءٌ لأسرته، وجزءٌ لعلاقاته الاجتماعية "الأقارب، والصديقات".
وربما قد يكون لديك اعتقادٌ بأنك إذا تعاملتِ مع الآخرين فسوف تتعرضين لمتاعب، ويضيع وقتك سدى، ولهذا فلابد أن تُوازي بين الأمور، فلا تحاولي أن تضيعي وقتك في شيءٍ لا فائدة منه، ولا تحاولي أن تعتزلي الناس وتجلسي بمفردك، ومن الأفضل أن تنظمي أمورك، وتستفيدي من وقتك في المطالعة والبحث، وفي نفس الوقت تروِّحي عن نفسك بالجلسات الأسرية، ومع الصديقات، وأنت ذكرت في رسالتك أنك تحلمين أن تكوني طبيبة، وسيتحقق هذا الحلم بإذن الله تعالى، ولكن بشرط أن تبعدي اليأس والقنوط من حياتك، وتضعي هدفاً واضحاً تسيرين عليه؛ حتى تصلي إلى ما تريدين.
وبالإضافة إلى ما ذكرت لك مطلوبٌ منك الآتي:
1- ثقتك بنفسك أنت التي تبنينها، فلا تنتظري من أحد أن يدفعك، ومطلوبٌ منك النجاح، فاجعليه نصب عينيك.
2- تعلمي أن تكون حياتك منظمة؛ وذلك بوضع برنامج وخطة يومية وأسبوعية تسيرين عليها، وتستطيعين أن تعلقيها في مكانٍ خاص في غرفتك، وتسيري عليها؛ حتى لا يكون عملك فوضوياً.
3- لابد أن تستشعري قيمة الحياة، ومسؤوليتك تجاه نفسك وتجاه الآخرين.
4- الطاقات النفسية والجسدية تُولَّد عن طريق تقوية الإرادة، وتقوية الإرادة تأتي بالاهتمام، وأخذ المبادرات، والشعور بالمسؤولية.
5- حاولي أن تنظمي إدارة الوقت بصورةٍ صحيحةٍ؛ فهي مهمة جدّاً لتقوية عزيمتك وزيادة حماسك، والمواظبة على ذلك، كما أنها تُزيلُ الخمولَ والكسل، ونقصد بإدارة الوقت: أن يُحدِّد الإنسان خارطةً زمنيةً يومية، هذه الخارطة يمكن أن تُكتب، أو يمكن فقط أن يستذكرها الإنسان في عقله وخياله.
6- حددي ما تريدين أن تصلي إليه، وكوني واضحةً ودقيقة، ولا تجعلي الأيام تمر عليك دون فائدة.
7- ضعي خطة وبرنامجاً للمراجعة اليومية تستطيعين من خلالها أن تصلي إلى هدفك.
8- ابتعدي عن التسويف، سوف أعمل كذا، وسوف أعمل كذا، ولا تؤجلي الأعمال ولا تؤخريها.
9- لا تنسي أن تجعلي لك ورداً من القرآن والأذكار يومياً؛ فهذا يقوي إيمانك وشخصيتك، ويعطيك دافعيةً قويةً في النَّجاح، وينظم حياتك.
10- إياك وفقد الأمل، ودائماً توقعي المستقبل المشرق، وأحسني الظن بالآخرين؛ تعيشي مطمئنةً مرتاحة البال.
وبالله التوفيق.

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما