728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته من فتره اشعر باننى سوف اموت قريبا وابكى لفراقى لاطفالى كثيرا واتخيل نفسى وانا فى القبر ومن عده ايام غفوت بعد المغرب واطفالى حولي شعرت وقتها باننى بالفعل متت وسمعت اطفالى ولا استطيع ان اكلمهم او افتخ عينى هذا الشعور يزيد معى جدا وكل من حولى لاحظو تغير فى نفسيتى واصبحت اشعر بالكابه واميل للوحيده كثير حتى زوجى لاحظ التغير الذى أشعر به

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة نشوى حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية ، وإن شاء الله تعالى نكون عوناً لك للتخلص من مشكلتك التي تعانين منها.
من خلال قراءتي لرسالتك فقد تبيَّن لي أنَّك تُعاني من تسلطِ الأفكار الوسواسية على حياتك، ولهذا فالعلاج ينطلقُ من عندك أنت، فأنت صاحبُة القرار في العلاج، وذلك بتقويةِ شخصيتك، وإعادة الثقةِ بنفسك، وإبعاد عنك الوساوس حتى لا تتعب، ويجب أن تعيش يومك، وترسم لمستقبلك، فأنت لديك مستقبلٌ زاهرٌ بإذن الله تعالى.
أنا أريدك أن تتغلب على هذه الأفكار، والتغلب عليها -كما ذكرت لك- بقوةِ الشخصية، وأخذ العلاج النفسي، بالإضافة إلى استخدام العلاج المعرفي الذي يساعدك في تغيير الأفكار والسلوك.
لا شكَّ أنَّ الوساوس تولِّدُ الإحباط، وتولِّد الاكتئاب، وتجعل صاحبها يفقدُ الكثير من تفكيره الإيجابي، وينصب كل فكرهِ نحو السلبية والتشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
أمَّا بالنسبة للوساوس القهرية، فالوساوسُ يُمكن للإنسان أن يهزمها ويتخلَّصُ منها، فكل فكرةٍ وسواسيةٍ تأتيك أرجو منك أن تفكرَي في الفكرةِ المخالفة لها، وكل فعلٍ وسواسي أرجو أن تقوم بتطبيقِ الفعل المخالفِ له.
ليس هنالك ما يحطمُ أحلامك، فالحياةُ طيبةٌ، وأنت صاحبة أسرة ولديك مسؤولية كبيرة، والتفكيرُ الإيجابي والخططُ الإيجابية من المفترض أن تكون هي الوسيلة التي تعتمدين عليها، نعم، أنا أعرفُ أن وطأة الوساوس حارَّة جدًّا ومزعجة جدًّا لصاحبها، وتُضعف التركيز، وتجعلُ الإنسانَ غير مرتاح أبدًا، نسبة لطبيعةِ هذه الوساوس.
وأريدك أن تنتبه جيداً للنقاط التالية:
أولاً: أريدك أن تقتنع قناعةً تامة أنَّ الوساوس يمكن أن تُعالج.
ثانيًا: المخاوف أيضًا يمكن أن تُعالج؛ لأنَّ المخاوف متداخلة جدًّا مع الوساوس، وكلاهما من فصيلةِ القلق.
ثالثًا: الوسواسُ والخوفُ يُعالج بواسطةِ أن يتم تجاهله، التجاهلُ التام، مثلاً إذا أتتك فكرةٌ وسواسية قل: (هذه فكرةٌ سخيفة، هذه فكرةٌ حقيرة، لن أتبعها أبدًا)، ويكون لديك الإصرار والعزيمة والاستمرار على هذا، وأن لا تضعف، وأن لا تستسلم أبدًا للوساوس.
طردُ الوساوسِ وتحقيرها، وعدم الالتفات إليها، وعدم تنفيذها ينتجُ عنه شعورُ القلق الشديد، ويحسُّ الإنسانَ بالإلحاح الشديد بأن يقوم بالفعل الوسواسي، لكن بالاستمرار في المقاومةِ يبدأ القلق والتوتر ينخفض تمامًا، وهنا يحسُّ الإنسانُ بانشراح؛ لأنَّه قد أنجز عملاً مهمًّا وسلوكًا مطلوبًا، وهو مقاومةُ الوسواس، ومثل هذا النجاحِ يؤدي إلى شعورٍ كبيرٍ بالارتياح، فمهما كانت المعاناة هنالك مكافئة إيجابية بعد ذلك.
والوساوس بجانبِ الدواءِ تعالجُ من خلالِ ما نُسميه بالدَّفع السلوكي الإيجابي، وهو: أن يحقّر الإنسان الوسواس، وألا يناقش الوسواس؛ لأنَّ مناقشة الوسواس والاسترسال فيه تقويه، وأن يفعل الإنسان ما هو مضادٌّ للوسواس، من خلال مبدأ التعريض، هذا مع منع الاستجابة لتعالجُ الوساوس، وكل فكرةٍ تأتيك لابدَّ أن تأتي بعكسٍ لها، ودائماً حاول أن يكون تفكيرك إيجابي.
أمَّا بالنسبة للشقِّ الثاني من العلاجِ فهو: يعتمدُ على العلاج السلوكي، ويتمثل ذلك في:
1- توجه إلى الله تعالى بالدعاء بأن يعافيك من هذا البلاء، ولا تمل من الدعاء، فكلَّما دعوت كلَّما انزاح عنك هذا الهم.
2- أكثري من الدعاء والأذكار، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
3- حاولي أن تفكري في زوجك وأولادك ، واشغلي نفسك بما يعود عليك بالفائدة.
4- توقع الأفضل دائماً، وعندما تواجهك عوائق في الطريق فلا يمتَلكك الإحباط واليأس، وإنَّما حاولي أن تتجاوزي ذلك بسرعة، وكوني متفائلة وإيجابية.
5- درِّب نفسك على تحدي الأفكار الوسواسية السوداوية بالمواجهة، ودائماً امشي عكس تيار أفكارك، وبدون هذا التحدي لا يمكن أن تقضي على هذه الوسواس.
6- اجعل الحيوية والعزيمة شعاراً بين عينيك، واعشق العمل، واستمتع به مهما كان شاقاً، واتَّسم بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، وتميز بوضوح الهدف والعزم، واترك كل الأفكار الخاطئة.
7- فكِّري في تطويرِ ذاتك دائماً إلى الأحسن، وابحث عن الشيء الذي ينفعك.
8- إياك واليأس والقنوط، بل دائماً ارسم في ذهنك صور التفاؤل والراحة، وأخرِج من عقلك الباطني الأفكار الوسواسية السوداوية، وأنَّك قادرٌة على التَّغلب على هذه الأفكار وتنفيذها في عقلك الواعي، بإذن الله تعالى ستطمئنين، وترتاح وتزول عنك كل هذه الأفكار.
وبالله التوفيق.

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما