728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

كيف اقوي ثقتي بنفسي واتجنب الرهاب اللي يجيني قبل المناسبات الكبيره

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ، وأشكركِ على تواصلكِ مع موقع وياك للإستشارات النفسية، وإن شاء الله تعالى نكونُ عوناً لكِ للتخلصِ من مشكلتكِ التي تعانين منها.
عند قراءتي وتمعُني في مشكلتكِ، لاحظتُ أنكِ تعانينَ من أمرين اثنين: فالأول هو: انعدامُ الثقةِ بنفسكِ، وهذا الذي جعلكِ تعيشين في قلقٍ وتوتر، والثانية هي: الخوفُ من مواجهةِ النَّاس، أو ما يُسمى بالخجل الاجتماعي.
اعلمي أنَّ الثقة بالنَّفسِ ثم بالله من المقوماتِ الرئيسةِ لاستثمارِ الإنسان أفضلَ ما لديه من طاقاتٍ وإمكانات، فأنت عندكِ طاقةٌ كامنةٌ، وإرادةٌ وعزيمةٌ تحتاجينَ إلى من يُحرِّكها، واسمعي إلى قوله تعالى: {وفي أنفسكُم أفلا تبصرون}[الذاريات:21]، ولكن تحتاجينَ إلى بذلِ المزيدِ من الجهدِ والأخذِ بالأسبابِ، ثم التوكل على اللهِ، والتغيير لا يأتي هكذا، بل لابدَّ له من دفعِ الثَّمن، وبلا شكّ صاحبُ الإرادةِ والعزيمةِ القويَّة يصلُ إلى القمَّة، ويرتقي سلَّمَ المجد، وعلى العكسِ، الذي ليس له إرادةٌ ولا عزيمة فلا يمكنُ بحالٍ من الأحوالِ أن يتقدَّمَ ولو خطوةً إلى الأمامِ؛ فهو مصابٌ بالإحباطِ والكسلِ والفُتور، والتسويف، لصوصُ الطّاقة مهيمنةٌ عليه:
وما نيلُ المطالب بالتمنــــــي *** ولكن تؤخـــــــذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال *** إذا الإقدام كان لهم ركابا
واسمعي إلى قولِ الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى يقول: "النفسُ فيها قوَّتان: قوةُ الإقدامِ، وقوةُ الإحجام، فحقيقةُ الصَّبرِ أن يجعلَ قوَّةَ الإقدامِ مصروفة إلى ما ينفعه، وقوَّة الإحجام إمساكاً عمَّا يضرّه"، وأنا أريدكِ -أختي- أن تتقدَّمي، فتقويةُ العزيمةِ والإرادةِ بالحركةِ وليس بالجمودِ.
واعلمي أنَّ التفاؤلَ من الصِّفات الرئيسية لأيِّ شخصيةٍ ناجحة؛ فالتفاؤلُ يزرعُ الأمل، ويعمِّقُ الثقة بالنَّفسِ، ويحفِّزُ على النَّشاطِ والعمل، وهذهِ كلها عناصرٌ لا غنى عنها لتحقيقِ النَّجاح، ويعتبرُ التَّفاؤلُ تعبيراً صادقاً عن الرؤيةِ الإيجابيةِ للحياة، فالمتفائلُ ينظرُ للحياةِ بأملٍ وإيجابيةٍ للحاضرِ والمستقبل، وأيضاً للماضي حيثُ الدُّروسُ والعبر، ورغمَ كل التَّحديات والمصاعب التي يُواجهها الإنسانُ في الحياة، فإنَّه لابدَّ وأن ينتصرَ الأملُ على اليأس، والتفاؤل على التشاؤم، والرجاء على القنوط، تماماً كانتصارِ الشمس على الظَّلام، والذي حدثَ لكِ تقديرٌ من الله تعالى، ولا اعتراضَ على قضاءِ الله وقدره، والمؤمن مهما كان في السَّراء والضراء يؤجرُ، وله في ذلك خير.
ولكي تقوِّي عزيمتك، وتُعيدي الثقة بنفسك، وتصبحين إنسانةً اجتماعية، فلابدَّ أن تكون لديكِ الرَّغبة المشتعلة للنجاح، ولابدَّ أن يكونَ الدَّافع الحارق الذي يحثكِ على تقويةِ عزيمتك وإرادتك، فأنتِ التي تملكين مفاتيحَ هذه الآلية ومقاليد القرار، ولكن يحتاجُ منكِ إلى خطواتٍ تُساعدكِ إلى الوصولِ إلى هذا الهدف:
1- حاولي أن تُغذِّي طاقتك العاطفية، وأقصدُ بها علاقتك مع أسرتكِ ومع صديقاتكِ وجيرانك، فإن أصابها خمولٌ فسينتقلُ إليكِ هذا المرض بلا شك، ولا تستطيعينَ أن تتقدمي إلى الأمامِ خطوة، فحاولي أن تحبّي لغيركِ ما تحبين لنفسكِ، وحرِّري طاقتك، وهذا سيخلقُ لديكِ طاقةً قويةً في أعماقكِ، ويجعلُ منكِ إنسانةً صاحبة إرادة، إنسانةً معطاءة كريمةً سخية على من تحبّ.
2- حاولي أن تقرِّري في نفسكِ أنتِ بأنّكِ ستقوِّين من عزيمتكِ وإرادتكِ، فإذا قرَّرتِ دونَ تردُّدٍ فستصلين بإذن الله تعالى إلى ما تصبين إليه.
3- أيقظي ضميركِ فهو جهازك الذي يحرككِ إلى التَّغييرِ؛ وهو الذي يأمركِ وينهاكِ، وهو الذي يقدِّمكِ أو يؤخركِ، وهو صوتكِ الذي ينبعثُ من أعماقِ نفسكِ، فحاولي أن تصوِّبيهِ في الطَّريقِ الصَّحيح؛ كي يعطيكِ القوةَ والعزيمةَ والإرادة.
4- عليكِ بصحبةِ الخيّرات النَّاجحات ذوي العزيمة والإرادة القوية، تأخذين منهنَّ، وتتأسينَ بهنّ، وابتعدي عن الأشرارِ ذوي النُّفوس المهزومةِ، والإرادةِ الضَّعيفة.
5- لا تبني حياتكِ على التَّسويفِ، ولكن تعلَّمي دائماً بأن تقومي بالعملِ في وقتهِ، فهذا يعطيكِ طاقةً وقوةً، تساعدكِ في التغلبِ على هذا الإحباط.
6- حاولي أن توطني نفسك؛ لأنَّ رحلة ألف ميل تبدأ بخطوةٍ واحدة.
7- الوعي بذاتكِ -كما قلت لك- ولابدَّ أن تُقدِّري ذاتك وتحترميها، وتقدري مهاراتكِ؛ لأنَّ كل إنسانٍ لديه قُدرات ومهارات، فلا تُبالغي في مدحِ ذاتكِ، ولا تُصغري من شأنها، وضعيها في صورتها الحقيقية.
10- يجب أن تكونَ لديك قوَّةَ الإرادة، ولا تستسلمي للخوف والتوتر، وحاولي أن تكونَ لديكِ القدرةَ على حلِّ المشكلات، والتَّصميم للأعمالِ، والاندماجِ مع الآخرين في أي مكانٍ، وهذا سيزيدكِ ثقةً بنفسكِ تدريجياً.
11- ذكِّري نفسكِ بالأنشطةِ والأعمالِ التي حقَّقتِ فيها نجاحاً عالياً كلَّما شعرتِ بالإحباط والتَّردُّد.
12- حاولي أن تواجهي ضعف الإرادةِ بشجاعةٍ وحزمٍ، ولا تدعي الظُّروف تهزمكِ، وتذكري دائماً أنَّ الحياةَ مملوءةٌ بالعوائقِ والنَّكسات.
13- مارسي التَّمارين الرِّياضية؛ فهذه تساعدُ في التَّغلبِ على التَّوترِ والخجل، وتزيدُ عندكِ قوَّة التَّركيزِ والانتباه.
وبالله التوفيق.

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما