التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
اهديكم أطيب التحية ...اسمي نورهان لاحظت موقعكم بالصدفة علي الاستغرام وبصراحة احتاج ان اعبر ما بداخلي من مشاعر ( غضب – حب – انسانية – تضحية ---- وغيرها ) لا أعلم من اين ابدأ ولا كيف ابدا ولكن ساحاول قدر المستطاع التعبير باختصار - والدي منفصل عن والدتي من 20 سنة تقريبا. - عمري حاليا 36 سنة عشت منهم 30 سمينة من الصغر ... ثم قمت بعملية جراحية التكميم ونزل وزني. - شخصيتى التى اصفها انني منظمة جدا في عملي وحياتى الشخصية – روتينية- وقاعية – تحليلة – دقيقة – التغير في حدود – عصبية – صبورة جدا – اتحمل مسؤلية . - بداخلي مشاعر حب وانسانية – حساسة ولكن بالداخل فقط... لا اعرف كيفية اظهارها لا يعرفها إلا من يكون قريب مني بشدة ليحس بها .... ولا تظهر بسهولة وانما بعد فترة عندما ارتاح لاخر . - اكتب كلماتي هذه وانا ابكي بشدة ولا اعلم لماذا .... - لا استطيع التواصل مع الاخرين فاصبح لي مشكلة ... كنت اعتقد ان السبب كان في زيادة وزني ... ولكن نزل وزني والمشكلة كما هي ...لا استطيع التعبير عما بداخلي - اظهر بانني شخصية قوية لها فكرها وثقة بنفسها ...ولاكن انا ضعيفة جدا جدا - احب التواصل مع الاخرين من خلال الكتابة ... ولاكن في اي مكان عام مثل حضور ورشة تدريبية أو حتى مناسبة فرح يكون الصمت رفيقي . - لا اعرف التحدث عن نفسي امام الاخرين ... قد اكون من ناحية الشكل مقبولة ...ولالكن لا امتلاك ما يمسي بالجاذبية في الحديث تعبر عن شخصيتي ... يكون الصمت سر جاذبيتي أحيانا - اعاني من ضغوط مالية ... وضغوط عمل .... يسبب لي توتر وقلق . - رغم نزول وزني احاول المحافظة قدر المستطاع عليه... ولاكن عند التوتر والقلق لا استطيع التحكم في الاكل ..ويزداد وزني واحاول الرجوع من خلال رياضة ....ولاكن احس بملل وفراغ - احس بجفاف المشاعر ... لا اظهر مدي حب لأمي واخواتي حتى بين اصدقائي او زملائي بالعمل ... - رؤيتى لأمور مختلفة في كل شى ... تحليل – واقع ... - عند الخروج من المنزل يكون لدي استعداد نفسي او بمعني اصح مزاجي قابل للخروج . - احس بان بداخلي طاقة كبيرة لا اعرف كيف اظهرها . - كان هدفي سابقا ان اكون متفوقة في عملي وان انزل وزني بعد العملية ... وتم ذلك .... وليس لدي اهداف حاليا ... وكانني اعيش فقط لاكل والشرب ...ليس لدي دور في الحياة بارز او حتى تجاه نفسي علي الاقل . - اسمع فقط عن تطوير الذات – النجاح – الايجابية ... اتأثر بها كسمع فقط ...بدون اتخاذ خطوة فعليا كما كنت أفعل بالسابق . - احس بانني اتغير بالفعل ولاكن بطريقة لا مبالاة ....واتخاذ موقف السلام . لعدم وجود اي هدف - اعاني من ترهلات في بعض اجزاء جسمي... تسبب لي خوف من الارتباط ( الزواج ) ... كان سابقا وزني الزائد ... والآن ترهلات ... ولا أملك المال لمعالجة الامر جراحيا ... حتى الرياضة حسب توفر المال اشترك بالنادي. - ظروفي الحمد الله احسن من غيري بكثير اذا نظرت إلي الآقل مني .... لاكن انا هنا لنفسي وما احس به انا احتاج المساعدة ولا اعرف من يساعدني ..اتمني ان تصل رسالتي ... وان اجد من يساعدني بعد ربنا سبحانة وتعالي في توضيح حياتي . نورهان
الجواب:
أختي السائلة نورهان حفظكِ الله ورعاكِ، وأشكركِ على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية ، وأسأل الله تعالى أن يحقق لك آمانيك .
لما قرأت مشكلتك عرفت من خلالها أنك تريدين أن تحقق النجاح وتصعد سلم المجد، ولكن تتشتت الأفكار في ذهنك، وهذا ما جعلك تحتار في أمرك ولا تعرف السبيل للخروج من هذا المأزق، وأقول لك: اعلم أنه كلما كان هدفك في هذه الحياة واضحاً بالنسبة لك وكلما كنتِ مؤمنة بقدراتك، وكلما كنت ملتزمة بها ومثابرة عليها استطعت أن تحقق النجاح بإذن الله تعالى، إذن هدفك ـ أختي ـ يتحقق لديك ثلاث مرات:1- 1-1- المرة الأولى، وأنت تراه يتحقق أمام ناظريك وأنت تحلم في خيالك.
2- المرة الثانية عندما تكتبه وترسمه على الورق.
3- المرة الثالثة عندما تحققه فعلاً.
وكلما حققت هدفك زاد حماسك؛ فاعمل جاهدة على تحقيق هدفك، فما أستحق أن يعيش من عاش دون هدف؛ لأنه يكون جاهلاً بحكمة الله في خلقه؛ لأننا خلقنا للعبادة والعمل، حاولي أن تضع أولوياتك، وارسم خطتك، وحقق هدفك، وارسم صورةً واضحة في ذهنك تستطيع أن تحقق مزيداً من الحماس ومزيداً من التميز.
وأنصحك ـ أختي الفاضلة ـ أن توطد علاقتك بالله عز وجل؛ حتى تكون لديك طاقة إيمانية، والزم دائماً الذكر والدعاء والاستغفار، واسمع إلى قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل همٍ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).
واحذري ـ أختي نورهان ـ لصوص الطاقة الذين يسلبون منك حب النجاح وحب العمل وحب الترقي والصعود إلى المجد، ومن أنواع اللصوص لص تشتت الذهن الذي تعاني منه، وعدم حضور الذهن يعني أنك لا تنتبه، فحاول أن تحصر قواك الذهنية، واكتب مشكلتك على ورقة، واسأل نفسك أسئلة صريحة، وحاول أن تكتب البدائل والحلول لهذه المشكلة، وتطبيقها على أرض الواقع، ولا تُشغل نفسك بما ليس مفيداً لك، وتذكري دائماً قول النبي - أن تكون شخصاً مسيطراً على انفعالاتك.
كما أنصحك بإتباع الخطوات التالية :
1- أن تكون متوازنة في حياتك لا إفراط ولا تفريط.
2- تعشق العمل وتستمتع به، وتتسم بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير.
3- لا تقلق ولا تفكري في موضوع الزواج فكل الأمور مقدرة من الله تعالى ونصيبك المقدر سياتيك بإذن الله تعالى .
4- عندما تواجهك المصاعب تجاوزيها بسرعة حتى تكوني إيجابية ومتفائلة .
وتستطيعين كما قلت لك أن تنجح في حياتك وتصل إلى النجاح وقمة المجد إذا أنت قدرت مهاراتك وذاتك، ولا تحاول أن تبالغ في شخصيتك أكثر مما تستحق، ولكن يجب أن تبادر بالعمل وتدخل الميدان وتجرب، فقد تسقط أحياناً ولكن لا تتأثرين بهذا السقوط؛ فالإنسان الناجح الطموح لا يتأثر بالعواصف، يواصل مسيره إلى أن يصل إلى الهدف المنشود.
واطمئن، فأنت بخير ولله الحمد، وهذا مجرد ضعف في شخصيتك، فحاول أن تقويها كما ذكرت لك، وتقدر ذاتك وتحاول أن تعيد الثقة بنفسك، ولكن أحذرك من لصوص الطاقة الذين يسرقون منك النجاح والعزيمة والجد، حاول أن تحذر منهم، وهم: التعب، والقلق، وتشتت الذهن، وكثرة الأكل، أي: التخمة، فكلها لصوص تعمل على سلب الطاقة الفكرية والجسدية من الإنسان.
وبالله التوفيق.