تعرضت للتحرش

التاريخ: 2017-01-14

الإستشارة:

مرحبا قصتي غريبه شوي وفيها مشاكل كثير بس اهمها اني وانا صغيره بسن 6 سنوات تعرضت للتحرش من قبل السائق الخاص بنا وبعدها لاسباب اخرى السائق مشى من عندنا ومارجعت شفته ، ماقلت لاحد قصتي بس حيل اثرت فيني ومع مرور الوقت كبرت وتعرفت على شاب وحبينا بعض بس كل ما افكر ان ف يوم من الايام راح اتزوج وتصير بيني وبين زوجي علاقه اخاف ومش خوف عادي لا فعلا خوف كبير وكل اللي افكر فيه حزتها هو هذا السائق واللي سواه وانا صغيره واحس اني اكره الرجال كلهم بسببه الشخص اللي حبيته ماكان يدري باللي فيني ومن ضيقته بسبب رفضي للزواج واني كل شوي اقوله انطر شوي تركني وتزوج وحده ثانيه وعاش حياته ،كثير انجرحت منه بس هو معذور انا ودي اكمل حياتي طبيعي واتزوج واصير بنت طبيعية بس هالذكرى ابد ما تفارقني . شسوي !

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة حفظك الله ورعاك ، كما أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية ، وأسأل الله تعالى أن يحقق لك آمانيك .
إياك أن تحكمي على نفسك بالفشل والإحباط، وعدم النجاح، سواءً مع نفسك أو مع الآخرين؛ فهذه البرمجة التي تُرسلينها إلى عقلك الباطني أنه ليس هناك حظ مع الآخرين، حكمت فيها على نفسك باليأس والانهزامية، ولا يمكن أن تحصلي على الحظوظ التي ترضيك.
اعلمي أن كلَّ واحدٍ منا يملكُ رغبةً في تحقيق أحلامه، فيسعى في الحصول على مفاتيح السعادة لكي يعيش سعيداً، ولكن لابد من أن نمر بعثراتٍ ولحظاتٍ نقفُ فيها عاجزين، وقد يزداد ألمنا حين نفشل في تحقيق أهدافنا ولم نحصل على حظوظنا، وهنا يأتي دور استبدال الألم بالأمل، وينتصرُ الأملُ على اليأس، والتفاؤل على التشاؤم، والرجاء على القنوط، وكل هذا بقوة الإيمان، ثم بقوة العزيمة والإرادة.
ولهذا لا أريدك أن تقفي أمام مشكلةٍ واحدةٍ وتجعليها محور حياتك، بل امضي إلى الأمام بخطىً ثابتة، ولا تنظري إلى الخلف؛ فالنظر إلى الخلف سيعثر خطاك، والحظوظ كثيرة إن لم تحصلي على هذه ستحصلين على الأخرى، ولكن دائما تفاءلي ، والذي حدث لك في الماضي أطوي صفحته ، فكل منا تعرض لمشاكل ، ولكن الإنسان الناجح المتفائل هو الذي يواصل سيره دون النظر إلى الوراء .
أبعدي عنك الأفكار الانهزامية، وأبعدي عنك الأفكار التسلطية، ولا تتركي الشيطان ووساوسه يتغلبون عليك.
إياك أن تترددي في الزواج ؛ فالتردد يُحطِّم من شخصيتك، وكل السلوكيات التي تتحدثين عنها ترجعُ إلى برمجة عقلك الباطني الذي أرسل رسالةً سلبيةً إلى جميع أعضاء جسدك بالخوف والتردد، وعدم الثقة بالنفس، وبالفعل استجابت هذه الأعضاء، وأصبح عندك هذا السلوك الذي رسمتيه، وكل هذه الأمور أنت التي اصطنعتها لنفسك.
يجب أن تكون لديك قناعةٌ أنك حقاً إنسانة صاحبة ثقة عالية وتستطعين أن توكوني أسرة ؛ لأنها عندما تترسَّخ في عقلك فإنها تتولَّد وتتجاوب مع أفعالك، فإن ربيتِ أفكاراً سلبيةً في عقلك أصبحتِ إنسانةً سلبية، وإن ربيتِ أفكاراً إيجابية فستُصبحين حتماً إنسانةً إيجابية، لها كيانها المستقل القادر على تكوين شخصيةٍ مميزةٍ يفتخرُ بها بين الآخرين ، ولكن الشيءالمهم هنا هو المصارحة والمكاشفة مع الشخص الذي يريد أن يتزوجك وتحكي له الأمور بكل صدق حتى يطمئن قلبه ، وتزداد الثقة بينكما .
ولهذا أحثك على التفاؤل؛ لأنه مطلوبٌ وضروريٌّ في حياة الإنسان، ومنهجٌ علمنا إياه الحبيب صلى الله عليه وسلم، كما ثبت عنه أنه كان يحب الفأل. وإياك أن تفقدي الأمل؛ لأن الإنسانَ بطبعه يعيشُ على أمل حتى يكون ينطلق من يومه لغده بنظرةٍ أوسع وأشمل، وبنفسيةٍ متفائلة.
وهناك خطواتٌ أختي الفاضلة لإيقاظ طاقتك، واستعمالها في طريق النجاح، ومعرفة كيفية التعامل مع خطيبك ومع الآخرين:
1- اعرفي نقاط قوتك ونقاط ضعفك؛ حتى تتخطيها وتُحسنيها.
2- لا تُركزي على سيئاتك، بل ركزي على إنجازاتك من دون أن تبالغي أو تُفاخري.
3- عليك أن تعطي الأولوية لحاجاتك، ولكن هذا لا يعني تجاهل مصالح الآخرين.
4- استمعي إلى نقد الآخرين دون أن يؤثر ذلك على ثقتك بنفسك.
5- حافظي على التوازن بين العمل والمرح.
6- لا تُفكِّري في الأحداث الماضية، ولا تنظري إلى الخلف، ولا تشعري بالندم.
7- لا تتوقعي الفشل، ولا تستسلمي له، بل آمني أنك سوف تتغلبين عليه.
8- تحرري من قرارات الآخرين، واستمعي لصوت عقلك.
وبالله التوفيق.