728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

عندي أخ لا يعرف مصلحته، متناقض، وبين وبينه توزيع أرض، وهو رافض ليه بحجة أن البنات سوف يبيعون حقهم، أقول وش دخلك يتهرب ويزعل، وكأننا نقسم ماله، ما هو تشخيص حالته وكيف أتعامل معه جزاكم الله خيرا.

الجواب:

أهلا بك أختنا الكريمة في موقعك (وياك) ويسرنا تواصلك معنا في أي وقت ، ونسأل الله أن تكونوا جميعا بخير .
الأخت الكريمة : قد أحسنت حين ذكرت أن أخاك لا يعرف مصلحته ، لكننا نضيف لك أختنا أن تأثير المجتمع على الناس كبير وشديد ، بعضهم للأسف يأخذ قناعاته من أعراف الناس ومن عاداتهم ، فينظر إلى أرث الأخت على أنه حق خالص له ، وأن الواجب على الفتاة ألا تتحدث في هذا المال ما دام أخوها موجودا، والبعض هداهم الله يرى أن مطالبة الأخت بإرثها يعد قلة حياء منها وخروج عن الأعراف ، فقد يكون هذا أحد الأسباب .
وعليه فإننا نرى أن علاج هذا السلوك المنحرف لا يكون إلا بالدين ، عليه أن يعرف من أحد غيرك حكم ذلك ، وعليه أن يعلم أن الإرث نصيب لا يجوز له أن يتدخل فيه، خاصة والأنصبة المذكورة في القرآن لا مجال فيها للاجتهاد ، قد ذكرها القرآن وقال الله في آخر:وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ. {النساء:14} .لابد أن تصل إليه تلك الرسالة بوضوح تام أختنا الكريمة ولكن من غيرك ، فمنع الوارث من حقه في الميراث كبيرة من الكبائر
الأخت الفاضلة : لا يخفاك أن الأخ له حق عليك ، نعني حقه في صلة الرحم فلا تجعلي من هذا الإرث مشكلة يكون حلها في قطع الأراحم التي أمر الله أن توصل ، لا نقول تنازلي عن حقك ، ولكن نقول : أدخلي بعض الكبار من أهلك ، أدخلي أهل العقل والحكمة والدين ، اجعليهم من يتصدر الحديث مع الشاب ، وكوني له الأخت الوفية الصادقة ، التي تحب أخاها حتى وإن أساء ، حتى وإن كان ضعيف الفهم ، حتى وإن غابت عنه مصلحته .
أختنا الكريمة : لا يخفاك أختنا أن الواصل الحق ليس من يقابل الوصال بمثله، ولا من يرد الإحسان بمثله ، وإنما الواصل الحق من يقابل الإساءة بالإحسان ، والقطيعة بالوصل محققا بذلك قول نبيه صلى الله عليه وسلم (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) وعليه فالناس في صلة الرحم على أقسام ثلاثة: المكافئ و الواصل و القاطع.
الواصل : - قيل هو الذى يصل من قطعه . وقيل هو الذى يتفضل على الصاحب وقيل أنه إذا كانت المقاطعة من الجانبين فمن بدأ حينئذٍ فهو الواصل .
المكافئ : - هو الذى يعطى غيره نظير ما أعطاه و قيل هو الذى لا يزيد فى اﻹعطاء على ما يأخذ .
القاطع : - هو الذى يأخذ دون أن يعطى . ولا نرضى لك وأن الأخت الصالحة إلا أعلى الدرجات وهي درجة : الواصل .

إننا نريدك منك -أختنا- أن تقرأي كثيرا في أجر من وصل رحمه؛ حتى توجدي في نفسك دافعًا قويًا يقودك الصبر عليه، ويكفيك أن تعلمي أن فضل صلة الرحم عظيمة وعالية الشأن ويكفيك أنَّ الله أمر بها بعد إفراده بالعبادة قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} أمر الله بصلة الرحم وحذر من مغبة القطيعة، وبين أنها متلازمة للإفساد في الأرض، وأنَّ صاحب هذا السلوك ملعون قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}، إن للرحم مكانة عظمى عند الله ولا أدل على ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرّحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق، اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني))، فيقول تبارك وتعالى: ((أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت للرحم من اسمي فمن وصلها وصلته، ومن نكثها نكثته)،

وقد كانت الرحم وصية حبيبك لصلى الله عليه وسلم لأبي ذر -رضي الله عنه- فقد قال -رضي الله عنه -: (أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومةُ لائم، وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت) كما بين النبي -صلى الله عليه وسلم -أن من وصلها وصله الله فقال: (الرحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق، اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، فيقول -تبارك وتعالى-: أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت للرحم من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن نكثها نكثه) بل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن لها بركة في الحياة على عمر الإنسان ورزقه ، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سرهُ أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه) وحذر النبي من قطعها مبيناً أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة، فعن جبير بن مطعم -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قاطع) أي قاطع رحم.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك وان يقدر لك الخير حيث كان وان يرضيك به والله الموفق
د . أحمد المحمدي أحمد متولي
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما