728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أنا فتاه أبلغ من العمر 19 عاما، تربيت في قطر، عشت في بيئة تعليمية، كانت أمي تعلمنا، وكنا متفوقين في المدرسة، ولدي خالات وعمان متشددين، قرويين وعاداتهم جاهلية، وأقسم بالله القلم يعجز عن وصفه، فهم يضربون نساءهم بدون سبب مقنع، حتى الواتساب والتطبيقات منعوها بحجة إنها محرمة، لا لرأي نسأهم وأي اي أتفه قرار ! وسلط الله علينا بعم يقوم بالتدخل في شؤننا، ويحرض أبي علينا، وأبي دائما يضربهم بدون سبب مقنع، انحرفوا إخواني عن المدرسة، وكرهوا العلم، وتعرفوا على رفاق سوء، وانفصلوا من المدرسة، وأبي أصيب بالضغط والسكر والقولون، أصبح بيتنا كله مشاكل، ويكاد لا يخلو من الصراخ، فعندما تستيقظ أمي تأمرنا تقوم بالصراخ، وشعرت بدوامة في رأسي، وأشعر مخي بدأ ينعجن، تمادى الوضع وذهبا بي والداي إلى أحد الرقاه، فقال الشيخ "سحر " أو وسواس قهري"، فأنا لا أحب ذكر الأمراض النفسية، أشعر بضعف في نفسي، وقد أخبرتني الاخصائية النفسية أن لا أقرأ في هذه الامور؛ لأنها صعبة بالنسبه لي، أثروا في أمي كثيرا! وأمي تصرخ دائما علي، وتشتم وتنعتني بكلمات لا تنطق، وأخجل إني بنت وأنثى، تربي إخواني على ضرب البنت بدون سبب، أذكر أخي ضرب أختي بدون سبب؛ لأنها قامت برمي شعرها لتقوم بتمشيطه، قام وأعطاها ضربة على وجهها، فكل من في المنزل لا أهمية له، فأنا لا أحب أن أنال تعاطف واستحسان الناس، أشعر بضعف، يشتمون بناتهم، حتى وهم في فرحهم، أذكر خالي وصفني بكلمة نابية؛ لانني لم أرتدي البرقع، همجيين بدرجة لاتتصور، وعندما سمعه أخي، غضب مني وأخبر أمي، وأمي دائما تقف في صفهم، وقلت لها لماذا! غضبت مني، وأخي الكبير عمره 23 ضربني، وانتفخت وتحول لونها للبنفسجي، هددتني أمي لقيامي بالمشي في المنزل، وأني أنا السبب، استغلت الفرصه عندما رأتني أبكي وقامت بالصراخ علي خوفا من المدرسة، لانها ستقوم بتبليغ الأمن، وانا ابلغت إداره المدرسه خوفا من فتح ملف لدي في الشرطة، مر اسبوعان وانا ابكي محطمة، مستواي في الدراسة انخفض، لكن نجحت والحمد لله من الثانوية، سمعت نصيحه الاخصائية، وبدأت كغيري في المنزل، لكن سرعان ماانهرت قريبا؛ بسبب ما أراه من مشاكل، مرت ثلاثة أيام وأنا أبكي، أفيدوني.

الجواب:

ابنتي الكريمة، هذا الوضع الذي سردتيه لا يوصف باقل من أنه وضع مأسويإ ان لم يتعامل معه بشكل غير تقليدي، وبمزيد من المرونة النفسية، قد ينتج عنه اضطرابات نفسية، وقد تصل الأمور إلى حد الاكتئاب، وغيرها من المشكلات التي لا تحمد عقباها ، من جهة أخري اعلمي جيدا أن الله عز وجل خلق الإنسان وبه خصائص عديدة، ومن هذه الخصائص أنه متغير، فالانسان كائن متغير، فمن الممكن أن يكون سعيد في أوقات وفي أوقات أخرى يكون حزين، هذا التغير يحدث للإنسان وفق مستجدات تحدث له، سواء كانت هذه المستجدات داخلية في ذاته أو خارجية بالبيئة المحيطة به، فالانسان بطبيعته كائن متغير، وكذلك البيئة المحيطة به متغيرة، والسعادة والراحة النفسية مطلب سامي، ورغبة أكيدة لكل إنسان سوي، ولكي تحدث الراحة النفسية والسعادة للإنسان، لابد أن يكون لديه قدر كاف من التوافق مع نفسه، ومع البيئة المحيطة، الممثلة هنا في الأهل والأقارب الذين يمثلون عليك الضغط النفسي، وفي حالتك عزيزتي أدرك جيدا صعوبة الموقف ،ولكن مؤكدا قد لا تستطيعي تغيير البيئة المحيطة بك؛ لأنه قد تحدث أضرار لا تحمد عقباها، فاقول عليك بالعمل على التغيير من نفسك، وفي حالتك أنسب شخص يمكنه مساعدتك في ذلك هي الأخصائية التي أخذتي رأيها من قبل، فهي مرشدتك لتعلم المرونة والتأقلم، كذلك اعلمي جيدا أن هذا الوضع لا يستمر كثيرا، فكما قلنا إن البيئة تتغير من وقت لآخر، فهو وضع مؤقت، وأبسط ما يمكن ذكره، أنك عاجلا أم آجلا سوف تنتقلي لبيت زوجية، باذن الله يعوضك عن كل ما تعرضتي له في حياتك.

د.هاني الشامي
خبير نفسي وتربوي وخبرة في الاستشارات النفسية والتربوية بكل من البحرين و قطر و مصر

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما