728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أرجو منكم مساعدتي فحياتي على شفا هاوية من الانهيار أنا متزوج و أب لطفلين أعمل في وظيفة خدمة عملاء بمؤسسة عامة مخطط سير يومي كالمعتاد الساعة السابعة صباحا أخذ الأولاد لمربية في منزلها السابعه و النصف أكون على طريق الشمال متجه إلى مقر عملي الساعة الثامنه أصل ينتهي العمل الساعه 3 عصرا أصل الدوحة مكان السكن الساعه 4 عصرا بعد أن احضر الأولاد زوجتي تصل من العمل الساعه الخامسه مساء مابين الرابعه والخامسه أجلس مع الاطفال وعند وصول الزوجه أخرج مع الأطفال خارج المنزل لتستريح بمفردها دون أن اكون قد ارتحت من عناء الطريق والعمل وأبقى مع الأطفال حتى الساعه 8 مساء ثم أستلمهم عند العودة إلى المنزل لجعلهم ينامون و في حال تحرك أحد الاطفال أو أصدر صوت تبدأ الزوجه بالصراخ و العصبية وينقلب جو البيت إلى كهرباء و عصبية وصراخ حتى ينام الاولاد وفي الفترة الاخيرة زادت طلبات الزوجه التي لم أعد اطيق تحملها فأصبحت تطلب خادمه وتسجيل الطفل بمدرسه خاصه و أنا راتبي يستقطع جزء منه إيجار البيت وجزء سداد القروض وجزء مصاريف السيارة والبيت جميع طلباتها داخل البيت لمصلحتها وراحتها هي والأولاد أما أنا فأصبحت بلا فائدة وليس لي أي نوع من الحقوق و دائما أسمع كلمة أنت لا تتحمل المسؤولية أنت بلا فائدة أنت لست أب قدوة للأولاد وهي أول حل وآخر حل لعقاب الأولاد هو الضرب المبرح القاسي دون تفكير وأنها في بعض الأوقات كانت ستخنق أحد الأولاد لأنه يصرخ ويتحرك حولها وهي تريد أن تنام وهي تعلم أن الطفل يعاني من فرط حركة و هذه الحركة والطاقة لا يستطيع أن يتحكم بها خارجه عن إرادته و أكثر من مرة تعض الطفل و تؤلمه وبالعودة لي أنا الزوج فدائما صراخ وعصبية ولوم واتهامي بالجهل والخطأ والتقصير ناهيك عن عبوس الوجه وغياب الابتسامه عند رؤيتي ودائما عند سؤالها لماذا هذا التصرف ؟ ؟ ؟ !! أنا هكذا لا يعجبك طلقني أو أخلعك و أخذ الأولاد أو تزوج أخرى هذا جزء و الجزء الآخر والأهم وهو جزء حساس ولا أعرف كيف أتحدث عنه وهو جزء الفراش فليس لي حق فيه وكاني لست متزوج أنام معها على سرير واحد كما أنام بجانب أخي أو أختي إن صح التعبير لا عواطف ولا مشاعر وعند التحدث مع أهلها تم الاتفاق والتنازل من طرفي لاستمرار الحياة الزوجية والحفاظ عليها خوفا على مشاعر ونفسية الأطفال أن يكون الاتصال الحميمي بالفراش يوم في الأسبوع و حتى اليوم في الأسبوع المتفق عليه لا يحدث وتقصر فيه وتتحجج بالتعب وسهر الأولاد وأوقات يمر اليوم دون حدوث شيء وينقضي بالمشاكل وتتهمني بأنه لا يوجد عندي أسلوب لطلب الموضوع وهذه ملخص حياتي اليومية.

من هذا كله ومن هذه الضغوط والله العظيم أفكر كثيرا وبجديه بالانتحار أو الجلوس في مستشفى الأمراض النفسية أصبحت أعاني من كثرة النوم في البيت والعمل وحتى بعد الراحة أشعر بالتعب والرغبة في العودة للنوم أصبحت أفكر في كل امراة بالشارع أراها أفكر بها عاريه معي على السرير أفكر في كل فتاة وتثار في الأحاسيس الجنسية وأن مكان عملي به النساء والرجال فقد أصبحت أكون علاقات مع النساء معي في العمل وأقوي علاقتي بخاصة مع الجنسية الفلبينية ودائما نفسي تحدثني بالتقرب أكثر وأكثر منهم وعمل علاقات معهم ؟؟؟ وذلك لأن إمكانياتي المادية لا تسمح لي بخوض تجربة الزواج مرة أخرى فماذا أفعل بهذه المشكلة كثيرا أفكر بالانتحار كثيرا أفكر بالخروج من البيت دون عودة تعبت كثيرا لا أستطيع النوم في الليل براحة كثير التفكير قلق دائم التفكير بالأولاد انقطعت علاقتي بجميع من حولي أهلي رفاقي أصبحت وحيدا في هذه الحياة لا أرغب في رؤية أحد أو الاتصال بأحد وحيدا في البيت حياتي أصبحت أكل ونوم ليس لدي رغبة لعمل أي نشاط حتى هواياتي وما أفضله خرج من نفسي ولم أعد أحب القيام بأي شيء دائما أجلس بالسيارة أخرج لمكان واسع خالي أصرخ وأصرخ بأعلى صوتي أبكي حتى أرتاح قليلا وحتى لا أنفجر.

أرجوكم ساعدوني.

الجواب:

الأخ الفاضل/ أولا أتقدم إليك بالشكر علي الاستشارة التي تقدمت بها والتي أعتقد أنك قد عبرت عنها بدقة كبيرة من وجهة نظرك ومن خلال المشكلة التي طرحتها علينا يمكننا تقسيم الشكوي إلي ثلاث محاور

- مشاكل في التفاعلات الأسرية المتعلقة بالدور.
- اضطراب في العلاقة الزوجية.
- المعاناة من المشاعر الاكتئابية.
وقد تكون بداية الجواب التالي صادمة بالنسبة لك لكن ( الطلاق الناجح أفضل من الزواج الفاشل )
مع الوضع في الاعتبار أن هذه ليست نصيحة لك لأنك الوحيد القادر علي اتخاذ مثل هذا القرار المهم أنه في حالة أن فكرت فيه يكون ذلك بعد استنفاذ كل الطرق والسبل المتاحة لحل المشكلة واذا لم تصل لحل من الممكن أن يكون هذا هو قرارك النهائي ولكن ما هي أفضل وأقصر الطرق التي تعد محاولة لحل هذه المشكلة؟

أولا : بالنسبة للمحور الأول التفاعلات المتعلقة بالدور فما أحب أن أوضحه هنا هو أنه يتضح من خلال مشكلتك أن هناك اضطراب شديد في الادوار التي من المفترض أن يقوم بها كل منكم في المنزل ولكي نبسط الموضوع ساطرح عليك مفهومين علي درجة كبيرة من الأهمية حتي تستطيع أن تستوعب ما أقوله لك وهو أن هناك فرق كبير بين الأم والأمومة
فالأول هو عملية بيولوجية فأي أنثي قد بلغت وحملت واستطاعت الانجاب تكون أم.
لكن الأمومة هي عملية نفسية وظيفية وهي من العمليات النفسية الهامة جدا في التطور النفسي للإنسان، باختصار هي القدرة على الاحتواء وتوفير قدر من الأمان والحب الإيجابي حتي ينمو نموا سويا، ولا آخفي عليك من خلال شكواك أن هذا قد يكون أحد العوامل المسببة لفرط الحركة لدي أحد أطفالك لأن هذه الوظيفة في حالة نقصها يكون هناك قدر عال من القلق وبالتالي يكون القلق أحد العوامل النفسية المؤدية للقلق لدي هذا الطفل، باختصار ولكي لا اطيل عليك في هذه النقطة من الواضح أن الزوجة لديها قصور فيما يخص هذه العملية ( الأمومة ) وفي هذه الحالة الكلام الودي من قبل الاهل قد لا يكون له نتيجة إيجابية لذا ينصح بالتوجه لأحد المتخصصين في العلاج النفسي الأسري حتي يكون هناك اتزان في العلاقة والأدوار ويجب أن تصر علي ذلك قد تذهب وحدك أولا وتتفق مع المعالج علي الطريقة التي تجعلها تشارك معك في العملية العلاجية لأنها تعتمد عليكم سويا .
أما فيما يحص المحور الثاني ( الاضطراب في العلاقات الحميمية ) هذه النقطة أيضا مثل سابقتها تحتاج لتدخل أحد المتخصصين وقد تكون إحدى المشكلات ضمن جلسات العلاج النفسي الأسري حيث يحاول المعالج تحديد العوامل النفسية التي تجعل الزوجة ترفض العلاقة الزوجية ومنها علي سبيل المثال لا الحصر ( أنها هي أيضا قد تكون تعاني من مشاعر اكتئابية لذلك لا ترغب في العلاقة الزوجية أو أنها تعاني من الإرهاق الجسدي المستمر لذلك تفضل الراحة ولا ترغب في العلاقة الزوجية أو تشعر تجاهك بمشاعر سلبية وغيرها من العوامل التي قد تكون سبب في ذلك؛ لذلك ينصح بأن تكون أكثر إيجابية، وإذا كررت عليك خيارات الزواج من أخري أو الطلاق فكما ذكرت سابقا أخبرها العلاج أولا ثم التفكير في البديل ويكون إصرارك دون عنف أو تجريح كما يفضل ألا تطلب منها العلاقة الزوجية في الوقت الحالي فهي تحتاج أن تشعر في نفس الوقت أن أسلوبها السلبي معك قد أدي لنفورك من ناحيتها.

- النقطة الغير مفهومة هنا وواضح أن هناك معلومات لم تذكرها بخصوص هذا الموضوع هو تحملك أنت مسئولية الأولاد وعلي حسب كلامك هي لا تقوم بأي شيء في هذا الموضوع، فالحياة الزوجية عبارة عن شراكة بين الطرفين فقد يكون من المنطقي أن توصل أنت اولادك للمدرسة لكن الغير مفهوم وواضح أنك تجلس مع الأولاد وتخرج بهم حتي ترتاح هي وتنام بعد الدوام ولا يسمح بضوضاء في المنزل أعتقد أنك أيضا تعمل وتحتاج للراحة وليس هناك ذنب للأطفال بعمل الوالدين فهما يحتاجان لكما سويا وليس لمجهودك وحدك فقط.
وبالنسبة للمحور الثالث ( المعاناة من المشاعر الاكتئابية )
من الواضح أنك تعاني من اكتئاب تفاعلي وهو طبيعي في ضوء المشاكل المحيطة والتي إذا زالت اختفي الاكتئاب الذي تعاني منه وهو ما أشرنا له سابقا من خلال التركيز علي التسلسل الهرمي للمشاكل والتي تبدأ باضطراب الدور ثم العلاقة الحميمية ثم معاناتك من الاكتئاب وهو أمر طبيعي.
في النهاية ما أود التأكيد عليه هو أنك أيضا طرف أصيل في المشكلة بتنازلك عن حقوقك وتحمل دور إضافي لدورك وهو أنك علي حسب ما ذكرت تقوم بدور ( الأب والأم ) معا وهذا خطر جدا من الناحية النفسية لأنه يؤثر علي أطفالك حيث يؤدي ذلك لتشويش الأدوار ومن ثم تشوبه صورة الأنثي والأم الراعية الحنونة.
كما يؤثر عليك من خلال ما أكدت أنت عليه من إصابتك بالاكتئاب، كذلك زيادة مشاعر القلق نتيجة لعدم قدرتك علي إشباع رغباتك بصورة سوية ومن ثم كان هذا هو الدافع الأساسي في تخيلاتك الجنسية وتفكيرك في إقامة علاقات غير شرعية.
لذا يجب التوجه الي المختص كما ذكرت لك لوضع الخطة العلاجية المناسبة لحل هذه المعضلة.

والله الموفق
د . وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما