التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
انا بنتي عنيده وما تسمع الكلام وعصبيه والتركيز عندها ضعيف ومرات بتتوهم انها بتشوف اشياء ومافيه اي شي عمر بنتي ثلاث سنوات ونصف.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اﻷخت السائلة أعانك الله على تربية أبنائك ووفقك لما يحب ويرضا...
لقد ذكرت عددا من المشكلات لدى ابنتك ذات الثلاث سنوات والنصف وهي:
1- العناد
2- العصبية
3- ضعف التركيز
4- توهم أشياء لم تحدث.....
بداية: هناك معلومات كثيرة يهمني معرفتها..... هل لابنتك أخوة أو أخوات؟ وما هو ترتيب ابنتك بينهم؟ ما هو أسلوب تعاملك وتعامل والدها معها ؟ ما هو رد فعلك ورد فعل والدها على التصرفات التي ذكرتيها؟ هل كانت مراحل نمو ابنتك طبيعية؟ هل تعاني ابنتك من أية أمراض عضوية؟
بالنسبة لمشكلة العناد...
هناك عدة أسباب لمشكلة العناد...
استخدام الوالدين أسلوب سلبي في التنشئة: كالعقاب البدني ..وهنا يلجأ الطفل للعناد كرد فعل على ذلك العقاب....
وقد يستخدم الوالدان أسلوب الإهمال والتجاهل للطفل أو تفضيل أحد اخوته عليه.. وهنا يلجأ الطفل للعناد لكي يلفت نظرهم ويكسب اهتمامهم وانتباههم له...
وقد يستخدم الوالدان أسلوب التدليل الزائد.... وهنا يكون سلوك العناد رد فعل متوقع لذلك التدليل.....
ومن ثم فإن حل مشكلة العناد تحتاج إلى
- مراجعة الوالدين لأسلوب التنشئة الذي يستخدموه مع الطفل
- عدم الاعتماد على الشدة في تقديم اﻷوامر والنواهي... بل انتقاء العبارات التي تحمل الرفق.. ولا غضاضة من استخدام الكلمات اللطيفة... ويفضل جدا استخدام الأسئلة مع الطفل... فمثلا عندما نريده ان يخرج معنا للذهاب لأحد الاقارب... فلا يفضل ان نقول له: قم البس علشان نخرج.... ولكن نقول له: يا ترى تحب تلبس كذا أم كذا واحنا رايحين لعمك؟
- يحتاج الوالدان إلى مراجعة طريقتهما في رفض طلبات الطفل... فإذا كان الوالدان يرفضان طلبات الابن او البنت دون مبرر ودون شرح ... (لا وخلاص.... هو كده) فإن الطفل سيكتسب تلك الطريقة عند توجيه أي أمر له...
- كذلك فمن الضروري جدا الاستماع للطفل... فعندما يرفض الامتثال لأمر ما.... فلابد أن نسأله عن سبب رفضه.... ونحاول إيجاد الحل معه.......
بالنسبة لمشكلة العصبية
فلابد من ملاحظة المواقف التي تظهر فيها هذه المشكلة... لأن ملاحظة تلك المواقف سيجعلنا نعرف جزء من الاسباب...
كما يحتاج الوالدان لمراجعة طريقتهما في التفاعل بشكل عام داخل المنزل... هل يعتمدان على الصوت المرتفع... هل المناخ العام في الاسرة هادئ أم مثير للتوتر..... فهذا كله ينعكس على سلوك الطفل....
أيضا لابد من مراجعة رد فعل الوالدين على العصبية.... فلا يجب تنفيذ طلبات الابن أو البنت عندما يلجأون للعصبية.... وفي الوقت نفسه لا يجب اللجوء للعنف البدني.... ولكن يجب أن يظهر على وجه الوالدين الرفض لذلك السلوك... دون عنف بدني... ثم يتم الإيضاح والشرح بنوع من الحزم أنه لن تلبى رغبات الطفل عندما يلجأ لهذا اﻷسلوب.... ويجب تشجيع الطفل عندما يستخدم أسلوبا ملائما في الطلب...
بالنسبة لمشكلة ضعف التركيز
هذه مشكلة مهمة وضرورية تحتاج لفحص من قبل متخصص....وإجراء عدد من الاختبارات لفحص مستوى ذكاء ابنتك... وفحص لدرجة انتباهها... ففي أحيان كثيرة نصف ابناءنا بأنهم ضعاف التركيز ولا يكونون كذلك... كل ما في اﻷمر أنهم غير مهتمين بما نطلبه منهم... أو ربما نتحدث إليهم وهم منهمكون في اللعب أو في نشاط ما.... ولذلك لابد من إجراء اختبارات لابنتك لتحديد مستوى ذكائها وانتباهها بدقة...
بالنسبة لمشكلة توهم أشياء لم تحدث
فهذا أمر يحدث كثيرا كنوع من ارتقاء خيال الطفل....
ولذلك يجب علينا أن نوجه القدرة على الخيال بشكل إيجابي... في البداية نوضح له الفرق بين الواقع والخيال.... ثم نشجعهم أن يؤلفون قصصا ونوضح لهم أن هذه القصص من خيالهم.... ونطلب منهم أن يحكوها لنا... ونستمع الى قصصهم باهتمام ونشجعهم عليها... وعندما يبدأون في تعلم الكتابة نطلب منهم كتابة هذه القصص ونقرأها معهم.... ويفضل أن نطرح عليهم بعض اﻷسئلة ونحن نستمع إليهم كنوع من الاهتمام.... فمثلا نسألهم وماذا فعل فلان عندما وجد القلم مكسورا؟ وأين اختفى فلان عندما كان يهرب من الحيوان المفترس؟
كذلك فمن الممكن أن نشجع الطفل على الرسم... ثم نطلب منه أن يحكي لنا حكاية عن الشخصيات التي رسمها...... وهكذا
وفقك الله لما يحب ويرضا
د.أمارة يحيي يونس يحيي عرفة
دكتوراه علم النفس الإكلينيكي في قسم علم النفس