728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أكتب إليكم وأنا وصلت لمرحلة اليأس وعيوني تذرف دمعا على ما اقترفته يداي مع طفلي ، الذي يبلغ من العمر 5 سنوات فأصبح عنيد ولا يسمع كلامي ، وأصبحت عصبية ودائمة البكاء ، والذي زاد المشكلة أكثر سفر زوجي إلى الخارج وترك المسؤولية كلها علي ، أرجو منك المساعدة فأصبحت لا أتحمل أي شيء . وجزاكم الله خيرا . أختكم / أم بدر

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي الفاضلة أم بدر حفظك الله ورعاك أولا وقبل كل شيء يا أختي الفاضلة يجب أن تعلمي أنك مؤمنة بالله تعالى مؤمنة بقضاء الله وقدره ، وأنا الذي أصابك لم يكن ليخطئك ،وأنا الذي يخطئك لم يكن ليصيبك ، فلماذا الحزن والأسى والتحسر على قضاء الله وقدره ، أريدك أن تكوني قوية صابرة محتسبة أمورك كلها لله تعالى . لا يمكن أن نرمي كل الأمور على زوجك أو على سلوكيات إبنك ، الإبن في هذه السن محتاج إلى حب وإلى حنان وإلى ضمة صدر تغنيه عن الدنيا كلها . اعلمي أن الهدوء والاتزان هما أهم طريقة لتفادي العصبية والنرفزة، والشخص العصبي يحاول دائماً أن يسعى للسيطرة على الآخرين، وتوجيه سلوكهم نحو خدمته وتحقيق أهدافه، ويعمل جاهداً أيضاً لكي يكون هو المسيطر على الآخرين، ولا يقبل أن يسيطر عليه أحد، كما لا يقبل أن يتساوى معه أحد، ولهذا نجد الآخرين يتفادونه مخافة كلامه ومعاملته لهم، ولا يستطيع أن يكبح انفعالاته ولا أن يسيطر عليها، ولا يستطيع أن يضبط نفسه، وكل هذا تسببه العصبية الشديدة. ويجب أن تعلمي أختي أن هذه العصبية منشأها الغضب، والغضب من النار والشيطان، كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من المستبعد أن يكون غضبك وعصبيتك الشديدة قد تدفعك إلى كسر جسر الثقة والمحبة بينك وبين الآخرين، وقد تلقي بالغشاوة على الأعين والقلوب، فتحول بينك وبين الحقيقة، وتجرفك معها نحو أمور لا تُحمد عقباها حاولي أن تجنبي نفسك العصبية والنرفزة والشكوك، وعيشي بنفس هادئة مطمئنة، وروضي شخصيتك على حب الخير للجميع، تعيشي حياةً ملؤها السعادة والهناء بإذن الله تعالى، ولا تبالي بكلام الغير وامتصي غضب الغير بالابتسامة الطيبة، واعلمي أن الابتسامة علاج للتوتر والعصبية بالإضافة إلى أجرها العظيم، لأن تبسمك في وجه الآخرين صدقة. اعلمي -أختي الكريمة- أن ظاهرة العناد عند الأطفال ظاهرةٌ عادية مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة، ومن مستلزماتها الأساسية؛ فهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها، وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، سواءً كانوا من الأهل أو من غير الأهل، وتتطور أشكال العناد من مرحلةٍ إلى أخرى، ويتم التخلص منها تدريجياً إذا أحسنت تربية الطفل، ونفذت طلباته المشروعة، وأشبعت حاجاته، وأهمها إشباع حاجته العاطفية، وقد ترجع أسباب العناد في مرحلة الطفولة إلى: 1- الرغبة في التأكيد الذات. 2- وضع قيود ضد رغبات الطفل في ممارسة اللعب، وتدخل الأهل في حياته الطفولية وإفسادها. 3- إهمال الوالدين للطفل، وتركه في البيت وحيداً أو مع الآخرين، وعدم اصطحابه معهم في الزيارات أو النزهات. ولإنهاء مشكلة العناد عند طفلتك يجب عمل ما يلي: 1- إشباع حاجات طفلك، واحتواء مطالبها الأساسية المشروعة. 2- يجب التخفيف من أساليب القسوة المتبعة في تربية طفلك. 3- لا تحاولي أن تقاومي العناد بالعناد، ولا تضعي نفسك في مجابهة مباشرة مع طفلك. 4- أقنعي طفلك باللين لامتصاص العناد، وذلك يحتاج إلى هدوء أعصاب وقليل من الصبر. 5- يجب خلق جو أسري هادئ خالٍ من الاضطرابات والصراعات . وأنا أطمئنك مرة أخرى فالولد يحتاج إلى يد حانية وإلى قلب رحيم وبإذن الله تعالى سترين فيه الخير الكثير . وبالله التوفيق .

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما