728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

معي طفلة عمرها 5 سنوات ونصف، المشكله معها أنها عنيده لدرجة معظم الأحيان أستخدم معها العنف مثل الضرب والتوبيخ بعرف انو هذا الشي بياثر ع نفسيتها بعدين بس وصلت لمرحله معد بقدر أتحملها، تفاهمت معها بطيب مانفع، أعدها إني أجيب لها اللي نفسها فيها مانفع عاقبتها نفس الشي والله تعبت من تصرفاتها وإذا تصرفت، معها بقسوة رجعت ندمت احترت وتعبت ارجو المساعده.

الجواب:

في البداية، نشكر حضرتك على ثقتك الكبيرة في جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، ونسأل الله أن يبارك لك في ابنتنا الغالية ويسعدك بها، وفيما يخص استشارتك نسوق لك الرد التالي:
عناد الأطفال مشكلة شائعة لدى أغلب الأسر، ونرى أطفالنا على أنهم مزعجون، مما يدفعنا لاستخدام العقاب تارة، والتنازل حتى نتجنب صراخهم أو الصدام معهم تارة أخرى، ولكن يجب علينا أن نتعرف أولا على دوافع العناد لدى أطفالنا، وذلك حتى نستطيع التعامل معهم بطريقة تربوية سليمة.
أختنا الفاضلة، الطفل له عالمه الخاص، وتفكيره الخاص، فإذا كان الطفل قوي الشخصية (كما في حالة ابنتنا حفظها الله)، فهو يحب الاستقلالية، والتعبير عن ذاته، ويريد أن يرسل رسالة للآخرين على أنه قادر على الاختيار، ولا يحب أن يفرض الآخرون رأيهم عليه، ولذلك يقاوم بشدة حتى لو تم استخدام العقاب ضده، وباستمرا التعنيف والضغط عليه يتحول في النهاية إلى طفل متمرد ومستفز، وهذا مالا نريده أن يحدث مع ابنتنا الغالية؛ ولذلك سوف نسرد لك أختنا الفاضلة دوافع العناد عند الأطفال بصفة عامة، مع تقديم بعض المقترحات التي تعينك على التعامل التربوي والنفسي السليم مع ابنتنا.
دوافع العناد عند الأطفال:

1- أحيانا يحتاج الطفل أن يمدحه الآخرون، ويحتاج لأن يشعر بأن له شخصيته وكيانه المستقل، ويريد من والديه أن يثنيا على تصرفاته الحسنة، وإشعاره بأن له دور مهم في الأسرة، ولذلك يستخدم سلوك العناد من أجل لفت الانتباه. ونقترح عليك أختنا الفاضلة أن تمدحي سلوكياتها الجيدة وخاصة أمام الآخرين.
2- الاستجابة السريعة لصراخ الطفل، وهذا أمر يقع فيه كثير من الآباء، ومن هنا يعرف الطفل أنه كلما يصرخ فإن والديه سيلبيان طلبه، مما يصل به ذلك إلى حد العناد والإصرار على صراخه من أجل الحصول على ما يريد، ولذلك نقترح عليك أن تتحلي بالصبر وألا تستجيبي لبكائها إذا طلبت شيئا ما ورأيتي أنه غير مناسب لها (مثلا: استخدام ألعاب الجوال لفترة طويلة). وفي الوقت ذاته قدمي لها الأسباب التي دعتك لرفض طلبها.
3- تفضيل الوالدين لأحد الأبناء دون الآخر كتفضيل الأبن الأكبر أو الأبن الأصغر، مما يولد سلوكًا انتقاميًا لدى الطفل العنيد.
4- العلاقات الأسرية المتوترة، فتجد أن تعامل الأب مع الأم فيه نوع من الجفاء والقسوة ويكون الحوار قائم على علو الصوت والصراخ، فتقوم الأم بدورها بنقل هذه الخبرة إلى أطفالها عبر الصراخ عليهم والتعامل معهم بقسوة، وهذا إما أن يخلق طفلاً عنيدًا، أو طفلاً عديم الشخصية سهل الانقياد.
5- تسلط الأبوين؛ حيث إن أوامر الأب أو الأم كالقانون الواجب تطبيقه دون مناقشة أو حوار، فالتوجيهات والأوامر تتم دون شرح للأسباب ودون اقتناع الطفل بها.
6- البرامج التليفزيونية السلبية والتي تبرز الشخصيات المشاكسة والشريرة، مما يدفع إعجاب الطفل بهذه الشخصيات إلى تقليدها.
7- اختلاط الطفل بأقران عنيدين وبالتالي يقوم بتقليدهم، لكي يظهر أمامهم أنه قوي ولكي يحصل على رضاهم وقبولهم له.
8- رغبة الطفل في إظهار أن له استقلاليته وشخصيته المختلفة عن الآخرين.
9- تكليف الآباء للطفل بما لا يطيق، وبما هو أكبر من قدراته، كتحفيظ الطفل كلامًا لا يتناسب مع قدراته العقلية، وبالتالي لا يستطيع الطفل تنفيذ هذه التكليفات مما يولد لديه الشعور بالإحباط.
11- مقارنة الطفل بغيره من الأطفال، وهذا يصيبه بالإحباط وأنه مهما يجتهد ومهما يفعل فلن يحظى برضا والديه، مما يدفعه إلى التمرد والعناد.

أختنا الفاضلة، بعد أن تعرضنا لبعض أسباب عناد الأطفال، سنعرض بعض المقترحات للتعامل النفسي والتربوي السليم مع ابنتنا، وهي:
1- كوني قريبة منها، وحاوريها، وقصي عليها قصص قبل النوم، واطلبي منها بعد ذلك في اليوم التالي أن تقص عليك قصة، أو تسرد لك موقف بسيط.
2- شاركيها في اللعب عند الخروج للتنزه، وتصرفي معها كأنك صديقتها، وإن كان لها إخوة احذري من التفرقة بينهم في طريقة المعاملة.
3- قبليها من وقت لآخر، وامدحيها، وأسندي لها بعض المهام البسيطة داخل المنزل، كأن تناولك طبق أو كوب من المطبخ.
4- كوني واسعة الصدر، وراعي أن الطفل له عالمه الخاص به، لا يفكر كما نفكر، ولا ينظر للأشياء كما ننظر لها، ولذلك لا تستخدمي معها العقاب البدني نهائيا؛ لأن ذلك لن يزيدها إلا عنادا وتمردا.
5- احترمي اختياراتها (مثلا: تريد أن ترتدي نوع تفضله من الملابس، اعطيها حرية الاختيار ولا تضغطي عليها) فأنت بذلك تعلميها حرية اتخاذ القرار.
6- تجنبي كثرة التعليمات والتوجيهات المباشرة (مثلا: هذا صح وهذا خطأ)، بل ناقشيها واستمعي لرأيها، وكوني صبورة معها، ومع الوقت سوف تتعلم منك كيفية النقاش الهادف والاستماع للرأي والرأي الآخر؛ لأن هذه من المهارات الحياتية التي ينبغي أن يكتسبها الطفل في هذه المرحلة لتكون درع واق له عندما يكبر.
7- نعلم أن الأم تتحمل أعباء كثيرة (تلبية متطلبات الزوج، لوازم المنزل، الخروج للعمل ...إلخ)، وهذه الأعباء تخلق لديها بعض الضغوط النفسية، ولذلك
تجنبي أن تؤثر هذه الضغوط على سعة صدرك وصبرك في التعامل مع ابنتنا رعاها الله.

أخيرا، نطمئنك ونقول لك أن ابنتنا الغالية ذات شخصية قوية، فإذا ما تعاملتي معها بطريقة تربوية سليمة، فسوف تجعلي منها ابنة صالحة نافعة مؤثرة في مجتمعها. حفظ الله لك ابنتنا وبارك لك فيها وأسعدك بها.

محمد كمال كامل عبد الرحمن
مرشد نفسي وتربوي في مجال الطفولة والمراهقة

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما