728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

السلام عليكم.. لدي طالب في الصف عمره خمس سنوات ونصف، يتيم الأم ووالده مشغول عنه؛ لذلك يقضي أغلب وقته مع الخادمة وإخوته الصغار.. الطالب لديه ميول عدوانية؛ فيقوم بضرب زملائه بالصف كثيراً، كما أنه يشوش على سير الحصة بشكل مستمر حتى يلفت انتباهي، وأطلب منه الجلوس بجانبي.. يصر دائماً على أخذ كل الألعاب، و قام مرة بعض طفل آخر؛ لأنه أخذ منه لعبة.. قمت بعمل مسابقة في الصف وأحرز طالب آخر نتيجة أفضل منه، وبرغم ذلك صفقت للطالبين سوية و لم أفرق وإذ بهذا الطفل اليتيم ينزوي ويبكي ثم قام بضرب الطفل الآخر.. باختصار هو يريد اهتماماً مركزاً عليه وحده دوناً عن باقي الفصل، ويريد الاستحواذ على كل شيء، ويقوم بضرب الأطفال.. حاولت تقريبه مني وملاطفته، وأضمه يومياً، وأربت على رأسه، وأخبره أنه شاطر ولكن لا فائدة.. يعود لتصرفاته فور أن يراني أنشغل ببقية الطلاب.. أتمنى المساعدة في كيفية إرشاده نفسياً، ومساعدته لتخطي هذه المرحلة والاستقرار النفسي علماً أن والده غير متعاون، وقام بتوبيخ المدرسة عند الاتصال به.

الجواب:

المعلمة الفاضلة، نشكر لك تواصلك مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، وفيما يخص موضوع استشارتك نسوق لك الرد التالي:
في البداية، نحييك ونقدر لك اهتمامك الرائع بطلابك، وهذا يعكس مهنيتك العالية، وإحساسك بالمسؤولية في التعامل مع أبنائنا، ونسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك. وفيما يخص موضوع ابننا، لا شك أن الوضع غير سهل بالمرة؛ لأنه من خلال ما تفضلتي به فإن ابننا والدته متوفاه، ووالده مشغول عن تربيته هو وإخوته، ولا نعلم سبب هذا الانشغال، ويتضح أيضا من رسالتك أن جل وقت ابننا يقضيه مع الخادمة، ولا نعرف ماذا تغرس بداخله من قيم ومبادئ، وللأسف فإن الوالد غير متفهم لكل هذا، بدليل أنه لم يقبل التعاون مع المدرسة في مشكلة ابنه.
وفيما يخص ابننا حفظه الله، فإن عدوانيته تعود إلى قوة شخصيته، وهذا ما اتضح في سلوكياته مع زملائه بالمدرسة، وللعدوانية أسباب عدة: منها أن الطفل يتعرض للعدوانية مما يفقده ذلك شعورة بذاته وبآدميته، وبالتالي يطبق ما يتعرض له على الآخرين حتى يشبع هذا النقص، والطفل العدواني يريد جذب انتباه الآخرين له من خلال عدوانيته، وهذا ما أكدتيه في رسالتك، أنه يحديث ضجيجا بالصف لجذب انتباهك، وهذا يدل على أنه يشعر بنقص شديد في تقدير الذات، فهو يحتاج إلى الاحتواء أكثر فأكثر، يحتاج إلى من يهتم به، ويشعر بمعاناته، ويمكنك النجاح في ذلك وبالتالي ستنجحين في التقليل من معولات الهدم التي يتعرض لها داخل المنزل.
الطفل بحاجة إلى أم تحنو عليه، وتعطيه من الحنان ما يساهم في استقرار نفسيته المتوهجة بسبب ما يمر به خارج المدرسة وتحديدا بالمنزل. وعلى الرغم من أننا نعلم أن لديك الكثير من الأعمال المتعلقة بالمهنة، إلا أننا نقترح عليك التالي:

1- استمري في محاولاتك الرائعة لكسب ابننا، والتي تمثلت في ضمك له والربت على كتفه وتشجيعه، وتقريبه منك، ومدحه أمام الآخرين إذا أحسن في عمل شيء إيجابي. ولتكن هذه المحاولات متسمة بالاستمرارية، فلا تملي من ذلك مهما كان؛ لأن ذلك سيؤثر حتما بالإيجاب في نفسيته على المدى البعيد.
2- ابننا برغم صغر عمره، إلا أنه بحاجة لمن يسمع له، حاولي أن تخصصي له وقتا ولو 10 دقائق، لتسمعي منه، وشجعيه على ذلك بأن يقص عليك قصة، أو يعبر بالرسم عما بداخله، وبنفس الوقت تجنبي أن تسأليه عما يدور بالمنزل طالما أن والده لا يتفهم حالته.
3- ناقشيه في سبب قيامه بضرب زملائه؛ لأن السلوك الذي يسلكه تجاه الآخرين ناجم عن أفكار معينة متولدة في ذهنه، وبالتالي تعرفي منه على هذه الأفكار، وبالحوار صححيها له، ونتوقع أنه سيتقبل منك ما لن يتقبله من الآخرين.
4- حاوريه في مسألة تقبل الفوز والخسارة، وافهمي منه سبب إقدامه على البكاء عند الخسارة، وسبب التعدي على زميله الفائز، واسمعي منه جيدا، ثم عدلي له الفكرة. واعلمي باستمرارك لمحاورته سيتخذك الطفل أما له، لأننا نتوقع أنه لم ولن يجد من يستمع له ويحاوره مثلك.
5- نقترح أن تقرأي مقالا على موقعنا الإلكتروني بعنوان "طفلي عنيد ومزعج"، وسلسلة "أبي أمي هيا نتحاور" ففيها من الإرشادات التي ستعينك على التعامل مع ابننا الحبيب.

اعلمي اختنا الفاضلة أنك تقومين بعمل عظيم، وأن الله لن يضيع عملك، ونسأل الله لك التوفيق وأن يجعل ابننا هذا ولد صالح يدعو لك.
محمد كمال كامل عبد الرحمن
مرشد نفسي وتربوي في مجال الطفولة والمراهقة

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما