728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أول مرة أتجرأ و أطرح مشكلتي، أنا امرأة عاملة، عندي بنت عمرها ثماني سنوات، وولد عمره ست سنوات، مشكلتي أني عصبية و ما عندي طول بال، وأنا احاول مع نفسي دائماً بالذكر وغيره، لكن مشكلتي هي بنتي اللي أحس أني ما أحبها كثير، وما أحب أتناقش معها، ولا أخذ وأعطي معاها مثل الولد، أموت عليه وأعزه، والحين كل هذا بين على بنتي، وأنا جدا متضايقة، مع العلم إلى الآن ما أحب أناقشها، ودائما أعصب عليها، وأنا متاكدة إن سياستي و أسلوبي هو اللي ضيعها.
صارت دائما ما تتذمر، وتصيح من أقل شي، ومع العلم أنا كنت أضربها كتير وبقسوة، وأعترف إني كنت أندم كثير، بس أرجع وأعيدها، بس إلى الآن صار لي قريب السنة، ما أضربها، يمكن الا بالشهر مرة، بس أسلوبي معاها سيئ، ولا أنكر أنها تحاول دائما شد انتباهي، بس أحسها دفشه، ما عندها أسلوب، هي الحين أنهت الصف الأول الابتدائي و رايحه ثاني، ما أعرف ويش أقول، تربيتها صعبة بالنسبة لي، مش مثل الولد، جدا هادئ ومطيع، أما هي فدائمة التشكي و التذمر والبكاء، وتتحسس من أي كلمة، وتسال عن كل شيئ، ومشكلتها الثاني إللي أنا عارفة إني أنا السبب فيها، قلة التركيز والسرعة في أي شيء تسوية، محتاجة حل أو علاج، كل من حولي يقولي هي وحيدتك وأنت عصبية جدا عليها، بس مش عارفة، حتى في دعائي وصلاتي دائما أدعي ان الله يقربها مني، بس مافي أمل، محتاجة حل، حاسة إني دمرتها من غير شخصية كل البنات إللي من عمرها وأصغر شخصيتهم أقوى منها، هي دائمة البكاء من أي شي، وتخاف وتتعلق بأي حد يلعب معاها، وتصيح ليش راح وخلاني، وتتملل بسرعة، وما تتاقلم مع أي حد بسهولة.
الحل الله يخليكم، وأعتذر للإطالة.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
أختي العزيزة، اسمحي لي في البداية أن أحييك وأشجعك على شجاعتك في الاعتراف بخطئك تجاه طفلتك
وأود أن أقول لك، هوني على نفسك، ولا تجلديها زيادة عن اللزوم، فطبيعي جدا أن أول مولود يكون هو حقل التجارب، وأعتقد أنك قد تعرضت لضغط ما كونها أنثى، ولم تكن ولد، فيوجد بعض الافكار لدى بعض الناس أن الولد أهم من الأنثى خاصة عندما يكون المولود الأول.
أختي العزيزة أود أن أريح بالك وأطمئنك أن هذه الفتاة هي سندك في الحياة، هي القلب الذي سيحن عليك في كبرك، هي من سترعاك وتحنو عليك، فحاولي أن تزرعي زرعتك بحنان وود ومحبة؛ حتى تحصدي ذلك.
فكل شواك منها أنت السبب فيها، وهذا رد الفعل الطبيعي لما تقابله من معاملتك. فمع تغير معاملتك وتوقف ضربها وشعورها بالأمان والحب، سيتغير هذا السلوك بمنتهى السرعة، بل ستتحول إلى الأفضل، ستتوقف عن البكاء، ولفت الانتباه وكثرة التحسس.
احتضانك لها في اليوم مرة، وقولك لها أنا بحبك سيؤثر إيجابيا فيها، وسيبرمج عقلك تلقائيا، وسيعوده على حبها.
أنصحك أن تنظري إليها نظرة أخرى، وابدأي في تعليمها ما تجهله من أسلوب يريحك، اجلسي معها وعامليها معاملة الكبار، وتخلي عن معاملتها كطفلة لفترة، اذهبي بها إلى الصالون، وعدلي من تسريحة شعرها (( فقط )).
ابدأي في التغاضي عن سلبياتها، فنصف راحتك في غض الطرف والبصر إلا عن ثلاث، أمنها وأمانها – ما يمس الدين – ما يمس النظام والقانون.
أي شيء فيما عدا الثلاث أمور السابقة، يمكننا أن نغض الطرف عنه، واعلمي أن تفرقتك بينها وبين أخيها ولو حتى في المشاعر، قد يسبب الغيرة بينهما، ويجعلها تكرهه وهو لا ذنب له.
تخلصي من الضغوط التي عليك أولا سواء في العمل أو البيت أو العلاقات الشخصية، فذلك سيساعدك كثيرا على الهدوء والتخلص من عصبيتك.
حفظ الله ابنتك، وأسعد قلبك بها ورضا عنك وعنها وعمن تحبين.

د. محمـد حسين رضوان حسن
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما