728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

عندي ابن مراهق عمرة ١٧ سنة يجد صعوبة في السيطرة على الغضب والتعامل مع زملائه وأعتقد أنه بحاجة لجلسات للتدريب على السيطرة على الغضب.

الجواب:

الأخ الفاضل، نشكر لك تواصلك مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، ونسأل الله أن يبارك لك في ابننا حفظه الله، وأن يقر عينك برؤيته قدوة طيبة لجميع من حوله، وفيما يخص موضوع الاستشارة نسوق لك الرد التالي:
استوقفنا أن ابننا في مرحلة المراهقة، وهي المرحلة التي تتميز بالحساسية المفرطة لدى المراهق، والتي فيها تظهر العديد من المشكلات التي إما أن يتجاوزها المراهق أو لا يتمكن من تجاوزها وتؤثر عليه بشكل أو بآخر. ومسألة الغضب والسيطرة عليه، تحتاج منا إلى وقفة، والإجابة على الأسئلة التالية: كيف كانت طفولته؟ هل كان عنيدا؟ كيف كان التعامل معه؟ هل تسمعان له وتحاورانه أنت ووالدته؟ عندما يغضب ابننا ثم يهدأ، هل تناقشت معه حول أسباب غضبه السريع؟ هل هو يشعر أن مسألة غضبه هذه تحتاج إلى حل؟ أم هو بنفسه يرى أن الأمر طبيعيا بالنسبة له؟ هذه الأسئلة مهمة جدا لكي تستطيع أن تحدد بالضبط سبب المشكلة وبالتالي نستطيع وضع الآليات التي تساعده على تجاوز هذا التحدي الصعب.
ويظهر الغضب في شكل سلوك عدواني تجاه الآخرين، والعدوان هو مظهر سلوكي للتنفيس الانفعالي، وينتج عنه إيذاء الآخرين لفظيا أو جسديا.
الأخ الفاضل، إن غضب المراهق يعود لعدة أسباب، نذكر منها التالي:
1- التربية الخاطئة المتزمتة الضاغطة والرفقة السيئة حيث يبالغ بعض الآباء في تقييد الحرية والتدخل في الشئون الخاصة بهم.
2- النقد الدائم والتجريح في شخصية المراهق.
3- التغيرات الجسمية السريعة التي تحدث للمراهق تجعله أكثر حساسية وبالتالي يثور لأتفه الأسباب.
4- عدم الإصغاء له وإشعاره بأنه مازال طفلا.
5- الشعور بالإحباط وعدم تلبية الحاجات النفسية والاجتماعية له.

وللتخفيف من حدة الغضب التي يعاني منها ابننا حفظه الله، نقترح التالي:
1- اجلس مع ابننا جلسة صديق لا جلسة أب يحاسب ولده، ويغلب عليها الطابع الودي، وناقشه في الأسباب التي تؤدي إلى غضبه الشديد، واخرج معه بخطة واضحة ذات خطوات إجرائية تساعده على التغلب على غضبه.
2- دربه على تمرين التنفس وتمرين الاسترخاء، وهذان التمرينان يساعداه على التحكم في انفعال الغضب لديه.
3- ساعده على المداومة على ذكر الله لأن فيه اطمئنان للقلب، كما يمكن الاستعانة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أن يتوضأ حينما يشعر بالغضب.
4- أشعره بقيمته وأنه أصبح رجلا وله كيانه وشخصيته المستقلة، ولا تكثر من التوجيهات والتعليمات، بل اجعله يأخذ قراراته بحرية وذلك بعد أن يدور النقاش بالأدلة والبراهين التي تدعم أسباب اتخاذ هذا القرار.
5- امدح سلوكه الجيد وادعمه وأسند له بعض المسؤوليات وكن مرشدا له، وفي نفس الوقت كما ذكرنا لا تبالغ في التعليمات والتوجيهات، بل اعط له حرية التنفيذ، بما يتناسب مع القيم والعادات المجتمعية السليمة.
6- إذا وجد ابننا أنه لا يستطيع التحكم في غضبه فإنه يحتاج إلى استشارة مختص ليزوده ببعض المهارات العملية التي تساعده على التحكم في نوبات الغضب.

نسأل الله تعالى أن يبارك لك في ابننا ويحفظه ويسعدك به
محمد كمال كامل عبد الرحمن
مرشد نفسي وتربوي في مجال الطفولة والمراهقة

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما