728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أنا غاضبة طوال الوقت ؛ عندما أغضب لا أعرف كيف أتعامل مع غضبي ؛ أفعل اشياء أندم عليها ؛ ماذا أفعل ؟

الجواب:

أهلا بك اختنا الكريمة في موقعك (وياك) وإنا سعداء بتواصلك معنا ويسرنا أن نجيب عليك من خلال ما يلي:

أولاً: من الامور المعينة على تجاوز المشكلة الإقرار بها ، ومواجهتها، وقد أحسنت أختنا ين وضصفت المشكلة وحددتيها وهذا يعني أن نصف طريق العلاج قد أنجزتيه وحدك .
ثانيًا: لا يخفاك -أيتها الفاضلة- أنَّ إحدى سمات الحياة تكون في البلاء، فلا يخلو بيت من وجوده، من النَّاس من يُبتلى في بدنه بالأمراض وغيرها، ومن النَّاس من يُبتلى في أهله، ومن النَّاس من يُبتلى في زوجه أو ولده، والبلاء هذا قد يكون في ظاهره الشرّ لكن الخير الكامن والكامل فيه ولا يدري الإنسان، ودائمًا يقول أهل العلم: ربَّما منع ليعطي. هذا الشعور حين يكون من سمات شخصية الإنسان يجعله يتعامل مع المشاكل بصورة مغايرة تماما عند فقدها ، ولذلك نريدك أختنا كلما حدثت مشكلة أو صاح ناد الغضب في أعماقك أن ترددي في ذاتك : هذا بلاء وعاقبته إلى خير عند الصبر ، تذكري ذلك وتذكري قول ألنبي صلى الله عليه وسلم: ((عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ))، فالابتلاء -أختنا الكريمة- دليل عافية.
ثالثًا: لابد حين نريد علاج تلك الظاهرة أن نتعرف عليها ، فالغضب -أختنا الفاضلة-: صفةٌ سلبية تأتي إلى الشَّخص ضعيفة في مبتداها، ولذلك يسهلُ عليه أن يصرفها في البداية بالاستعاذة أو الوضوء، أو الاستغفار، أو ترك المكان، لكنَّها إذا تشبعت منه ملكته، بل وقادته إلا ما لا يحب ولا يرضى، والعصبية -أختنا- إذا امتلأ القلب بها ضخمته بالباطل، وأرته الأمور على غير حقيقتها، وفي الغالب يكون قراره معها مؤلمًا ومحزنًا معًا.
رابعا :إننا ننصحك أختنا بالابتعاد قدر المستطاع عن أسباب الغضب ، لكن متى ما حل فإننا ننصحك بما يلي :
1- الاستعاذة بالله من الشيطان :
عن سليمان بن صرد قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجلان يستبّان ، فأحدهما احمرّ وجهه واتفخت أوداجه ( عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد )
وقال صلى الله عليه وسلم : إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه)
2- السكوت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت )
3- السكون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) .
ومن فوائد هذا التوجيه النبوي منع الغاضب من التصرفات الهوجاء ، واضعاف بواعث إمضاء الغضب عنده حين ينزل من قوة إلى ما هو أضعف . فقد قال بعض أهل العلم: ( القائم متهيء للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى ، والمضطجع ممنوع منهما ، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا يبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد )
4- : تذكر ثمن كظم الغيظ ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تغضب ولك الجنة)
5- التأسي بهديه صلى الله عليه وسلم في الغضب :
وهذه السمة من أخلاقه صلى الله عليه وسلم ، وهو أسوتنا وقدوتنا ، واضحة في أحاديث كثيرة ، ومن أبرزها : عن أنس رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة ، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بين العنق والكتف ) وقد أثرت بها حاشية البرد ، ثم قال : يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم فضحك ، ثم أمر له بعطاء"
ومن التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم أن نجعل غضبنا لله ، وإذا انتهكت محارم الله ، وهذا هو الغضب المحمود فقد غضب صلى الله عليه وسلم لما أخبروه عن الإمام الذي يُنفر الناس من الصلاة بطول قراءته ، وغضب لما رأى في بيت عائشة ستراً فيه صور ذوات أرواح ، وغضب لما كلمه أسامة في شأن المخزومية التي سرقت ، وقال : أتشفع في حد من حدود الله ؟ وغضب لما سُئل عن أشياء كرهها ، وغير ذلك . فكان غضبه صلى الله عليه وسلم لله وفي الله .
6- الإيمان بأن الغضب لا يحل المشكلة بل يزيدها وينمبها.
7- اختيار صحبة صالحة من الأخوات اللاتي تتميز بالهدوء والسكينة ، فإن الأخلاق تسري بين الناس وتتوارث.
8- القراءة في فضل الحلم ، ومواقف كثيرمن الناس عند الغضب تزيد من حبك وتشوقك لمجاراتهم.
واخيرا : هذا داء أختنا ، تعاملي معه بهدوء ومنكق وفق قاعدة ما لا يصعب حاله ساعة الهدوء يستحيل حله ساعة الغضب .
نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك والله الموفق.

د . أحمد المحمدي أحمد متولي
دكتوراه في البحوث والاستشارات , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما