728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

ابنتي عمرها 16 عام، ترتيبها الثانية لأخت أكبر منها، وأخين ذكور أصغر منها، من سنتين اكتشفت أنها تكلم ولد أكبر منها بسنتين مقيم في مصر، عرفته عن طريق جروب فيسبوك، قفلنا الفيس وسحبنا الموبايل، اعتذرت كتير، بعد فترة أعدنا لها الموبايل تحت رقابتنا، ومنعناها من عمل أي حساب على الفيس بوك أو غيره، رجعت كلمته تاني، واتكرر نفس الموقف، هي قالت بحبه، أبوها قال لها خلاص خلي أبوه يكلمني عشان نتفق ينتظرك سنوات الثانوي والجامعة، طبعا الولد قال إن أبوه بيقوله إنت لسة طفل، والمفروض إن هي وقتها قالت إنها خلاص نسيته. أعدنا إليها الموبايل على وعد بعدم تكرار مكالمته، وفهمتها إنه لا يليق بيها، وإن ممكن تقابلي حد أحسن منه في حياتك، وإن ممكن الحب ده ميكنش حب لأنك لسة صغيرة. فوجئت من أيام أنها لها حساب على الفيس وانستجرام، و بتكلم ولد تاني، والتاني اتكلم مع الأول، واتخانق معه بسببها و شتمه ……. الخ.
يوم الأحد بلغتها باللي عرفاه عنها … لم نأخذ أي موقف، فقط أبوها مخاصمها ولا يتكلم معها .. وهي لا تتكلم مع أحد في البيت …. أمس أرسلت لي رسالة اعتذار، وإنها تابت، وتقربت من ربنا ..قلت لها أني مصدومة، و مش قادرة أتكلم معاها في الوقت الحالي ( على ما أستشير متخصص لأن كل مرة بنعالج الموقف بدون اللجوء لاستشاري تربوي أو نفسي) صار لها 3 أيام مش بتكلم حد، حتى صديقاتها لا ترد عليهم
مبررها من أول ما حصل الموضوع، إن إحنا بعيد عنها، وأختها مش بتتكلم معها، ومفيش حد مهتم بيها وصديقاتها كل واحدة لها صديقات تانيين، و مش بيهتموا بيها، ولا يسألوا عليها، وهنا كمغتربين مالها أقارب تتكلم معهم.
الحمد لله إحنا البيت مترابط، مفيش مشاكل بيني وبين أبوها، مفيش عنف في البيت … هي ملتزمة بالصلاة و القرآن، لبسها محتشم، متفوقة … ذكية جدا، وعندها ثقة عالية جدا بالنفس، تقريبا متميزة في جميع أنواع الذكاء، خاصة الاجتماعي والحركي (بناء على تقرير من معسكر تربوي سجلت لها تطوع في بعض الأماكن المتاح فيها التطوع لعمرها).
أريد حل عملي للموضوع ، وهل ممكن البنت تنصلح والا حتفضل كده، وسأظل وراها بالدعاء فقط.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أختي العزيزة، في البداية أود أن أعبر لك عن مدى تقديري لقلقك وخوفك على ابنتك، ولكن دعيني أن أطلب منك أن تهوني على نفسك، فهذا السن هو بالفعل سن التمرد والإعلان عن الوجود؛ فالطفل أصبح ليس بطفل، ويود أن يعلن أنه قد كبر، وله صوت ومشاعر ورأي، فابنتك هي ابنه في منتهى الصدق، فحينما قالت لك أنها لجأت للتحدث مع شاب؛ لأنها لم تجد من هو في المنزل يسمعها أو يصادقها أو يحتويها، فهي صادقه. فالمراهق يود أن يجد من يسمعه ويحتويه ويناقشه، لا من يحجر على رأية، ويستمر في معاملته على أنه جاهل ولا يعرف مصلحته. اسمحي لي أن أعتب عليك أنت ووالدها الكريم على رد فعلكما، فقد عالجتما الموضوع من البداية بشكل جانبه الصواب، فالحل ليس بالمنع وسحب الهاتف وغلق الفيسبوك، فالنتيجة كانت عكسية، وستظل عكسية، وستعود ابنتك مرات ومرات لاختراق هذا الحظر، وكسر هذا الحصار لمجرد أن تشعر أنها قد انتصرت في النهاية، وهذا ليس سوء أدب بل هو شعور نفسي يتولد لدى أي مراهق في مثل هذه الظروف.
اختي العزيزة، أنصحكم لله أن تذهبي إلى غرفة ابنتك، وأن تصالحيها، وأن تدعيها إلى الخروج سويا وحدكما، وأن تجلسي معها جلسة المحبين، وأن تتخلي عن أي مشاعر أمومة، وبدليها بمشاعر الصداقة، وتكلمي معها كصديقة ومستشارة، لا كأم تنصح وتأمر وتنهي. احكي لها عن شبابك، وعن تربيتك وظروفك، وعن تعرفك بأبيها، وسعادتك في إكمال تعليمك أولا ثم زواجك. أبلغي أباها رسالة مني أن يرضى عنها، ويصالحها ويحتويها ويصادقها، ويكون هو الحب البديل، فلو وجدت فيه الاحتواء والحنان والأذن التي تسمع، لن تبحث عن شخص يسمعها، ولن تفتح هذا الباب ثانية. سلميها جوالها، واطلبي منها أن تفتح حساب في الفيسبوك والانستجرام، أخبريها بثقتك الكاملة، ولا تعاتبيها، وتخلي عن كلمات شبيهه بمصدومة، وأنا ما عرفتش أربي، وأنا اتخدعت فيكي، وحرام عليكي، وليه كده، وانتي ناقصك إيه، وإنتي عايزه تفضحينا. كلميها بكلمات إيجابية، مثل: أتمنى أشوفك دكتورة قد الدنيا، وأجهزك عروسة، وتتجوزي إللي يستاهل أحن وأجمل وأذكى بنت في الدنيا. أوعديها إنك ستغلقي هذه الصفحة نهائيا، ولن تتحدثي مرة أخرى في ما مضى، وسنبدأ في حياة جديدة. اجعلو بيتكم بيت مشورة، وخصصوا وقتا للتودد لبعضكم البعض، المراهق والابن عموما سيبحث دائما عن ما يفتقده داخل منزله، وأعدك أنها ستعود أفضل من ما كانت، ومن ما تتمنين، ولن تكرر ما فعلته ..
حفظ الله ابنتك وإخوتها، وأسعد قلبكم بها، ورضا عنكم وعنهم وعن من تحبين.

د. محمـد حسين رضوان حسن
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما