728 x 90



img

قال تعالى: وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ(89) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ (90) سورة الأنبياء.

الذرية الصالحة هي رغبة في نفوس كل البشر فمنهم من يراها سندا في الدنيا ومنهم من يراها من كمال العلاقة الزوجية ومنهم من يراها امتدادا للنسل والاسم من بعده ..

ولكن رب العزة قد اختار من عباده من يرزقهم بهذه الذرية بعد تمام تسعة شهور من الزواج ومنهم من اختبر صبرهم بتأخير هذا الرزق ومنهم من ابتلاهم بالمنع ..

فالله سبحانه وتعالى هو العدل ويعلم مالا نعلم فكل البشر سواسية في الرزق ولكنهم يختلفون في تقسيم نسب الرزق فالبعض رزقه يأخذه صحة ومال وراحة بال وزوجة أو زوج صالح والبعض الآخر يأخذه مال و وجاهة في الدنيا واولاد كثر و البعض الآخر يأخذه صحة ومال وراحة بال .. وهنا تكمن سنة الاختلاف وضرورة الرضا بما قسمه الله له ..

فلو افترضنا ان الذرية هي التي تشغل بال الزوج او الزوجة وأخذا بالأسباب وذهبا الى الأطباء والمعالجين ودعا الله في اوقات الاستجابة و لم يقصرا في طريق يؤدي الى الانجاب ولكن الله لم يرد ..

فهل تتوقف الحياة ؟؟؟

هنا اود ان انصح الأزواج بأنه ليس لكم إلا الرضا والحمد ..

فاسأل نفسك يا أخي الحبيب بعض الأسئلة التي في إجابتها راحة بالك ..

هل تضمن ان يكون ابنك بارا بك ؟؟

هل تضمن ان يكون صحيح معاف ؟؟

هل تضمن ان تنفق عليه وتوفر له معيشة كريمة ؟؟

اذكر لكم قصة شاب وفتاه تزوجا وبعد فترة من الزواج تأخر الحمل فذهبا الى الطبيب وأكد لهما انهما ليس لديهما ما يمنع الانجاب ولكنهما كانا يريدان ان ينجبا بأسرع وقت وكان يحسبان الوقت فنريد ان ننجب ونحن شباب ونستمتع بالأطفال واسباب كثيره ولكن كانت ارادة الله هي العليا .. وفجأة فقد الزوج عمله و اضطر الى الاستدانة بمبالغ مالية ولم يستطع السداد الى ان اضطر الى السفر الى احدى الدول وبدأ في حياة جديدة و تقدم بطلب تمويل بنكي وقام بسداد ديونه وارسل الى زوجته للإقامة معه في الدولة الجديدة واستمر في سداد اقساط التمويل التي كانت تستقطع من راتبه وكان راتبه لا يتبقى منه الا القليل بعد سداد كل الالتزامات التي عليه ..

ولكنه بعد سداد آخر قسط والانتهاء من كل تلك الأعباء المادية علم ان زوجته حامل .. نعم حامل .. اليوم فقط تستطيع ان تتحمل مسئولية طفل .. اليوم فقط تستطيع ان تنفق عليه وتؤمن له حياة كريمة .. اليوم فقط ستنام وانت غير مشغول البال بمصير هذا الطفل ونفقاته وتأمين مستقبله ..

فالله كان يعلم ما سيمر به هذان الزوجان من ظروف تمنعهم من الاهتمام بهذا الطفل بل سيكون هو عبئ آخر عليهما ..

فالله وحده يعلم أن عدم رزقك بأطفال افضل لك كثيرا من أن يرزقك بطفل مصاب بمرض ما او له احتياجات خاصه تجعل قلبك ينفطر عليه كل يوم

فالله وحده يعلم انك طيب ومسالم وان طفلك هذا سيكون عاقا وسيجلب لك المشاكل والحزن و الإهانة اكثر من فرحك به ..قال تعالى (( أما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ))

فلا تتعجل واطلب منه وادعه وارض بما قسمه لك وانظر الى النعم الكثيرة التي انعم بها عليك ولا تتوقف عند هذه النقطة التي اذا أجبت على الأسئلة الثلاث السالفة الذكر اتوقع انها ستريح بالك وتجعلك تنظر الى المسألة من زاوية الفرح والرضا بدلا من الحزن والهم ونظرات الانكسار عند رؤية الأطفال ..

رزقكم الله الذرية الصالحة وانعم عليكم بنعمة الرضا والصبر