728 x 90



img

من ضمن الرسائل التي تأتيني كثيرا وخاصة من الامهات كيف نجيب الطفل على الأسئلة المحرجة ومنها على سبيل المثال : كيف جئت ؟؟ لماذا نموت ؟؟ أين ربي ؟؟ وكثير من الأسئلة التي لا يعرف الأب والأم الاجابة عليها بشكل مقنع للطفل و يعفي الوالدين من الحرج ..

ومن الملاحظ ايضا ان رد الفعل الأول هو أن مثل هذه الأسئلة غير هامة، ويبدأ الوالدين في التهرب من الإجابة عنها أو الإجابة بكلام مبهم لا يمت للحقيقة بصلة. وهذا خطأ كبير؛ فالطفل من حقه أن يعرف ويسأل، وإذا لم يعرف الإجابة سوف يشعر بالحيرة والقلق والتوتر النفسي ، بل والخوف أحيانًا .
ومن الخطأ إذا لجأ الآباء والأمهات الى الصمت تجاه أسئلة الطفل، لأن الطفل سيحاول معرفة الإجابة من زملائه، أو بأي أسلوب آخر، مما قد يضره نفسيَّا، ويضلله علميَّا. بالإضافة إلي أنه سوف يشعر بالذنب مما قد يؤدي لانطوائه عن الحياة الاجتماعية.

فيجب علينا اولا ان نعرف ما هي أسباب أسئلة الأطفال الحرجة ودوافعها:
في السنوات الأولي من عمر الطفل (من سن عامين إلي خمسة أعوام ) تكثر فيها هذه الاسئلة بسبب مخاوفه، وعدم وجود خبرة سابقة مباشرة، ومن الأسباب العديدة لأسئلة الطفل:
(1) الخوف والقلق.. فالأطفال يسألون كثيرًا عما يخافون منه ؛ طلبًا للشعور بالأمن والطمأنينة من خطر المجهول، أو أي غريب لا يعرفونه جيدا أو لا يألفون وجهه بشكل متكرر .
(2) حب الاستطلاع… فهو يجهل ما حوله وما يحدث، ويريد أن يعرفه.
(3) الاستحواذ علي الانتباه، والحصول علي الاهتمام.
(4) المقاومة والتمرد علي الكبار، أو السخط علي سلطة الأب والأم أو غيرهما.
(5) ممارسة اللغة والمباهاة بها، لإدراكه أنه أصبح يتقن لغة الكلام والمخاطبة والتفاهم.

وبناء عليه نجد اشكال عدة لردود افعال الآباء والأمهات تجاه تلك الأسئلة ومنها :-

التهرب من الإجابة بالصمت.
تجاهل الأمر، وتغيير موضوع الحديث.
الإجابة بردود غير مقنعة وغير صحيحة، أو بإجابات عشوائية.
الإجابة الصحيحة وبشكل علمي.
أما عن التصرف الصحيح والسليم تجاه هذه الأسئلة هو الاهتمام التام بتلك الأسئلة، والإجابة عليها بإجابة مناسبة، وأن تكون الإجابات محددة، مبسطة، قصيرة، وبطريقة ذكية لا تتطلب التدقيق والتفاصيل، ولا تثير لدي الطفل أسئلة أخري، وأن تكون مناسبة مع مداركه ومزاجه الشخصي.وترجع أهمية الإجابة عن هذه الأسئلة الى :
(1) زيادة الثقة بالنفس، وتحقق الهدف الذي سأل من أجله.
(2) مُساعدته علي النمو نفسيَّا بشكل سوي، وعلي التكيف الاجتماعي.
(3) تنمية مقدرته اللغوية.
(4) إكسابه الأخذ والعطاء.
(5) تعليمه الإصغاء والاستماع.
(6) استمتاعه بمشاركة والديه وجدانيَّا.
وعلي الأم والأب أن يعلما أنه من الأفضل أن يتعلم طفلهما من خلال أسئلته ما يتعلق بالتربية الجنسية السليمة، بدلا من تلقيه بعض المعلومات الخاطئة غير الصحيحة من أصدقاء السوء أو من مصادر أخري مشبوهة.

وإذا وجه الطفل أسئلة لا تعرف الأم الإجابة عنها، فيُمكنها أن تقول له هذا سؤال جيد.. ولكن لا أستطيع الإجابة عنه ، فسوف نسأل والدك أو نبحث عن الإجابة في أحد الكتب.وعندما تشجع الأم طفلها علي توجيه الأسئلة، وتعطيه إجابات وافية، تجعله سعيدًا سويَّا، ويشعر أنه ذو قيمة عند أبويه، وأن له شأنًا، وأن لديهما ما يحتاج إليه وما يفيده. ولا يضطر الى اللجوء لشخص غريب لا نعلم بماذا سوف يجيبه والى اين سيتم توجيهه ..
ومن حق الطفل علي المحيطين به الإجابة عن كل تساؤلاته، وذلك لأنه فطر علي حب الاستطلاع لمعرفة ما يدور حوله فهذه المعرفة التي يحصل عليها تدفعه لمعرفة ذاته، ومعرفة الكون المحيط به، وإلى المعرفة الحقيقية بالإله الخالق، فمتي عرف الولد ربه، استطاع أن يعبده حق عبادته.
فالله سبحانه وتعالى جعل من حب الاستطلاع والسؤال و روح المعرفة من فطرة الانسان وغرس فيه تلك الروح… غير أن معظم المربين (آباء وأمهات ومدرسين وغيرهم ) يرتكبون أخطاء جسيمة حينما يقتلون هذه الروح ويكون ذلك عبر تجاهل تلك التساؤلات والاستفسارات بل يضيقون ذرعًا بها و بالأطفال ذاتهم، و يبدأون في التهرب من تلك التساؤلات، و يصدون الاطفال بطريقة خاطئة. ( اصمت ولا تتحدث في هذا المضوع الآن .. ستعلم حينما تكبر ))
وأخيرا ننصح الآباء والأمهات والمربين أن لا ننتظر حتى يقوم الطفل بالسؤال ، بل علينا أن نبادر نحن بالتعليم والإرشاد، والتوجيه إلي ما يجهله، وما يجب عليه معرفته، مراعين في ذلك سنه وقدراته،

حفظ الله ابنائكم واعانكم على تربيتهم ورزقكم برهم